حافظت تونس على مركز الصدارة عربيّا للعام الثالث على التوالي في مؤشر الحريات لسنة 2018 بحسب التقرير السنوي لمنظمة فريدوم هاوس الأميركية، تصنيف يُحسب لتونس وهي التي شهدت منذ 8 سنوات تغييرات سياسية و اجتماعية توجت بانتخابات تشريعية و رئاسية و بلدية ديمقراطية شفافة لأول مرة في تاريخ البلاد. هذا التصنيف مكن تونس من احتلال مكانة مرموقة في ترتيب الدول الحرّة بل باتت تنافس اعتد ديمقراطيات وأشدّها قدمًا في حريّة التعبير و الإعلام ، و يبقى إنجاح هذه التجربة رهين القائمين عليها من سياسيين و مجتمع مدني و صحفيين و مواطنين. وتذيلت سورية قائمة دول العالم في مؤشرات حرية، فيما جاءت السعودية في المرتبة قبل الأخيرة مُصنفة ضمن خانة “أسوأ الأسوأ”، حيث أشار تقرير فريدم هاوس إلى أنه رغم تخفيف الحظر الصارم على النساء في مسألة قيادة السيارات، فإن السعودية شددت قبضتها على النشاطات في مجال حقوق المرأة، إضافة إلى قمع حتى من اعتبرهم التقرير معارضين معتدلين. ومنذ صعود محمد بن سلمان، شنّت سلطات المملكة حملة اعتقالات طالت 17 ناشطاً وناشطة بارزين في مجال حقوق المرأة، خصوصاً نساء نشطن لمنح المرأة حق قيادة السيارة وإنهاء وصاية الرجل عليها. وبيّن التقرير أنّ “القمع السياسي تفاقم في مصر، حيث أعيد انتخاب الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بنسبة 97 في المائة من الأصوات بعد أن سجنت قوات الأمن بشكل تعسفي المنافسين المحتملين”. كما انتقد التقرير إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤكدا أن ترامب بات يشكل تهديدا وجوديا للديمقراطية الأميركية، ربما هو أكبر تحد تشهده في التاريخ الحديث. و باستثناء تونس، يواصل المعدل العالمي للحرية في العالم العربي التراجع تباعا في العشر سنوات الأخيرة، أمرٌ اعتبرته مؤسسة فريدم هاوس في تقريرها “مثيرا للقلق” و يثير أكثر من نقطة استفهام عن واقع الأنظمة السلطوية فيها مع استمرار الأزمات الداخلية والإقليمية على أكثر من صعيد. وفريدوم هاوس منظمة مراقبة تجمع تقريرا سنوياً عن حالة الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.