اقترحت كتلة نداء تونس تعديلا لقانون الانتخابات والاستفتاء المعروض على أنظار الجلسة العامة بهدف منع السياحة الحزبية في البرلمان. وقال النائب عن الكتلة منجي الحرباوي إن هذا التعديل هو محاولة لحماية أصوات الناخبين، متابعا أن الكتلة اقترحت إضافة نقطة للفصل 34 من القانون المتعلّق بفقدان العضوية، وتنص على أن العضو يفقد آليا عضويته إذا استقال من الحزب أو الكتلة أو الائتلاف الذي ترشح ضمن قائمته. وفي هذا السياق قال القيادي في الحزب منجي الحرباوي إن هذا المشروع جاء لكي لا تعيش تونس مستقبلا التجربة التي عاشتها مع البرلمان الحالي وللحفاظ على الخيار الذي يفرزه الصندوق ومنع بيع وشراء أصوات المواطنين. وأوضح الحرباوي أن تجربة نداء تونس وأحزاب أخرى مثل آفاق تونس تؤكد حتمية التصدي لتلك الظاهرة لكي لا تتكرر ولكي لا تتأسس أحزاب بعد الانتخابات من رحم السلطة وتفتك أصوات النواب عبر استقطاب النواب الذين انتخبوهم وتحويل وجهتهم إلى مشاريع سياسية أخرى. وعقدت كتلة حركة نداء تونس وسط هذا الأسبوع ندوة صحفية في مقر البرلمان قدمت فيها مقترحها لتنقيح القانون الانتخابي للحد من السياحة البرلمانية مستقبلا وذلك بسحب عضوية البرلمان من كل نائب يغير حزبه أو الطرف السياسي الذي رشحه. وسيمنع هذا القانون، إذا ما تمت المصادقة عليه، السياحة البرلمانية والتي ميّزت المشهد السياسي وخاصة البرلماني في السنوات الأخيرة، وانطلقت منذ المجلس الوطني التأسيسي حيث تأسست آنذاك كتل برلمانية وانتمت إلى أحزاب لم تكن موجودة منها كتلة التحالف الديمقراطي وكتلة وفاء وكتلة نداء تونس. نداء تونس الذي اكتوى بنار السياحة الحزبية كان قد استفاد منها بعد تأسيسه في 2012 حيث أنه اكتسب مجموعة جاوزت 10 نواب وأصبحت له مكانة في المجلس التأسيسي والذي لم يشارك في انتخاباته بل استفاد من السياحة الحزبية وشكّل كتلة من النواب المستقلين من أحزاب أخرى على غرار خميس قسيلة وسليم عبد السلام المستقيلين من حزب التكتل وعبد العزيز القطّي المستقيل من المؤتمر من أجل الجمهورية وإبراهيم القصاص المستقيل من حزب تيار المحبة. ورغم استفادة النداء من هذه السياحة الحزبية والبرلمانية والذي يعتبر الحزب الوحيد بعد الثورة الذي تأسس خارج البرلمان ثم استقطب كتلة كاملة رغم تراجع عددها إلى 5 نواب في نهاية عمل التأسيسي فإنّه اليوم يبحث بكلّ الوسائل منع هذا التوجه في المستقبل. وفي هذا الشأن، أكد النائب عبد العزيز القطي ان تجربة المجلس الوطني التأسيسي تختلف تماما عن تجربة البرلمان الحالي حيث أصبحنا نرى أحزابا تنشأ وتمتلك كتلا برلمانية بسبب السياحة البرلمانية، مضيفا أنه ليس هناك سبب حقيقي أو موضوعي لترك الأحزاب الأصلية، وإنما مجرد ولاءات تتحكم في النواب. وحول إن كانت تجربته في التأسيسي مماثلة لما يتحدث عنه اليوم خاصة وأنه كان من النواب الذين استقالوا من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتحقوا بحركة نداء تونس حينها، قال القطي “بالعكس تجربتي مغايرة تماما فأنا لم استقل من أجل الالتحاق بحزب الدولة وإنما استقلت عندما حصل اختلاف فكري عميق مع حزبي والتحقت بحزب في المعارضة”. يذكر أن حزب نداء تونس فاز ب85 مقعدا في الانتخابات التشريعية في نهاية 2014 لكنه لم يحافظ إلى الآن إلا على 41 نائبا