من النّادر أن يجتمع السياسيون من مختلف الأحزاب السياسية والاتجاهات الإيديولوجية على موقف موحدٍ نظرا لحالة الانقسام الذي وصل إليه المشهد السياسي اليوم، إلاّ أن استثناءً بسيطًا جعل هؤلاء يتفقون في تقييمهم للحالة التي وصلت إليها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، التي باتت ظاهرة غريبة، بسبب مواقفها المتشنجة وخطابها العنيف. ويجمع مختلف السياسيين، وحتى الدستوريين منهم على أن عبير موسى، وبغضّ النظر عن كونها رمزًا من رموز العهد البائد، فهي تعكس انحطاط الخطاب السياسي وتمثّلات الفكر السلطوي السائد في العهد البائد. وقال الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، في تصريح لإذاعة راديو ماد، إن عبير موسى لا تعترف بالثورة ولا الدستور ولا القوانين الدستورية. وأضاف أنّ كل ما يهمّها هو العودة إلى الوراء وتمجيد الحقبة السوداء لحكم بن علي، مؤكدا أن الحل لا يكمن في العودة بمساوئ وسياسات بن علي وفق تعبيره. واعتبر أن حزب عبير موسي هو عودة للمربعات الجامدة للشعب الدستورية القديمة، حيث تلعب على وتر أن الذين أخذوا الحكم بعد الثورة قد أخفقوا، مشيرا إلى أنها تدغدغ مشاعر التونسيين للحنين لاسترجاع السلطة القديمة. من جانبه، تطرّق محمد الغرياني القيادي في حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية إلى خطاب عبير موسي ضدّ حركة النهضة معتبرا أنّه خطاب خاطئ، وأنّ مشروعها الذي تسوّق له باسم الدستوريين غير منسجم مع المبادئ وثوابت الحركة الدستورية وتطور الفكر “ولم تتعامل مع الفكر البورقيبي المتطور والمتجدد”، حسب تعبيره. واعتبر محمد الغرياني أنّهم يرفضون منطق “الفوضى والإقصاء لأنّ النهضة اليوم موجودة في البرلمان وفي كلّ مؤسسات الدولة”، مقرّا أنّ “النهضويين اعترفوا بالعائلة الدستورية وحقّها في الحياة السياسية ونحن كذلك وبالتالي هناك لعبة سياسية يجب أن نشارك فيها”. من جانبها، انتقدت النائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو، الأمينة العامة للحزب الدستوري الحر عبير موسى قائلة: “تقارنوني بعبير موسى نبطلها السياسة”. وكثيرا ما تثير رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى ضجّة إعلامية وفايسبوكيّة، بسبب تصريحاتها المتشنجة ومواقفها الإقصائية وحنينها للعهد البائد. وتحولت مواقفها في الفترة الأخيرة إلى مصدر للسخرية والتهكم من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين باتو يتابعون أخبارها بدافع الفضول والرغبة في التهكّم