انطلق العد التنازلي للانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع تنفيذها أواخر السنة الحالية، وانطلق معها سباق الأحزاب لكسب ثقة المواطنين واستقطابهم للتصويت لهم من خلال إعداد البرامج وتحضير المؤتمرات وغيرها، وعلى عكس السنوات الفارطة فإن جزء هام من المترشّحين المستقلّين يعدّون بدورهم لخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل خاصّة بعد أن اكتسبوا ثقة من نجاحهم في الانتخابات البلديّة. وعلى خطى بعض الأحزاب التي انصهرت في جبهات وائتلافات فإن المستقلين بدورهم نظّموا مبادرة تحت اسم “مواطنون” تسعى الى تجميع مختلف القائمات المستقلة التي ستخوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة في إطار أرضية سياسية موحدة واسم موحد للقائمات. وقد أفاد المشرفون على هذه المبادرة بأنهم يعملون على تجميع الكفاءات والقوى المواطنية الديمقراطية والاجتماعية ضمن ديناميكية سياسية تشاركية استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية القادمة ودعم القائمات “المواطنية” في أكبر عدد ممكن من الدوائر الانتخابية. فهل يحظى المستقلّون في الانتخابات التشريعية النجاح نفسه الذي حققوه في الانتخابات البلدية؟ واعتبر الصحفي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن ظاهرة المستقلين عادت بقوة مع الانتخابات البلدية وأنها ستكون حاضرة بشكل بارز في الانتخابات التشريعية، مشيرا الى أنه مع اهمية هذه الظاهرة، تجدر الملاحظة الى ما اعلن عنه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بأن عددا هاما من المستقلين يرغبون في الالتحاق بالحركة وسيشاركون في الانتخابات القاعدية والجهوية. ووضّح الجورشي في تصريح لموقع الشاهد أنه هناك نوعا من المستقلين ينوون منذ البداية الالتحاق ببعض الأحزاب والنوع الآخر يشعرون بالحاجة الى ذلك بعد الفوز ببعض المواقع. كما اضاف أن الانتخابات التشريعية تختلف عن الانتخابات البلدية لأنه هناك عتبة سيقع الاتفاق عليها ومن شأنها أن تحد من امكانية نجاح المستقلين ولأن العمل البرلماني يعتمد على الأحزاب بدرجة هامة جدا لأن النظام التعددي وشبه البرلماني الموجود بتونس يتطلب وجود أحزاب لها حد ادنى من الوزن والمصداقية. وبيّن الجورشي أن المستقل عادة ما يكون معروفا في جهته فقط وليس معروفا على الصعيد الوطني وانه بذلك سيكون من الصعب تكوين قائمات وطنية تتشكل من مستقلين، مشيرا إلى أن ظاهرة المستقلّين تعود لكون الاحزاب السياسية ضعفت كثيرا وانقسمت عن بعضها وفقدت ثقة جزء كبير من الشارع التونسي، ومن هذا المنطلق يقع اللجوء للبحث عن وجوه مستقلة خاصة في الانتخابات الرئاسية. وأشار الى أن قيس سعيد موجود بقوة في استطلاعات الرأي لأن جزءا واسعا من الرأي العام فقد الثقة في مرشحي الأحزاب. وكان عضو الهيئة التنفيذية لمبادرة مواطنون، راضي بن حسين، صرح أمس الأحد، أن المشاركين في هذه المبادرة يعملون اليوم على تجميع الكفاءات والقوى المواطنية الديمقراطية والاجتماعية ضمن ديناميكية سياسية تشاركية استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية القادمة ودعم القائمات “المواطنية” في أكبر عدد ممكن من الدوائر الانتخابية. واوضح بن حسين، خلال الملتقى الاقليمي للشمال الذي نظمته مبادرة “مواطنون”، في اطار الاستعداد لعقد ندوتها الوطنية خلال شهر افريل القادم، أن مبادرة مواطنون تسعى الى تجميع مختلف القائمات المستقلة التي ستخوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة في إطار أرضية سياسية موحدة واسم موحد للقائمات. وتهدف المبادرة أساسا منذ انطلاقها الفعلي خلال شهر ديسمبر 2018، وفق ما بينه عضو الهيئة التنفيذية لمبادرة مواطنون، إلى تغيير المعادلة السياسية والبرلمانية انطلاقا من الانتخابات التشريعية القادمة على قاعدة الديمقراطية التشاركية، والعمل على احياء الامل لدى المواطنات والمواطنين في الديمقراطية كثقافة تعايش مشترك، وكآلية لتغيير الاوضاع بشكل سلمي عن طريق الانتخاب، وإحياء حلم وطني يوحد الجميع حول مشروع سياسي مستقل.