أثارت فاجعة وفاة 12 رضيعا حديثي الولادة خلال 24 ساعة في مركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة بالعاصمة ملفا قديما متجدّدا وهو مرض قطاع الصحّة في تونس وتدني خدماته واستهتار المشرفين عليه. لا تكاد تمضي مدّة طويلة حتى يعصف ملف من ملفات الفساد بقطاع الصحة العموميّة على غرار ملف اللوالب الطبية منتهية الصلوحية والتي تضرر من زرعها حسب تقرير التفقدية الطبية العامة 107 مريضا، وملف البنج الفاسد الذي تسبّب في 3 حالات وفاة وتسجيل حالات اصابات بالصرع والشلل النصفي والصدمة إضافة إلى “مافيات” سرقة الدواء والتي يقودها إطارات وأعوان بالمستشفيات التونسية حتى أن الاحصائيات الأخيرة كشفت أن 40 ٪ من الأدوية في المستشفيات العمومية تتم سرقتها. وقد أعلنت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل 6 وفيات لرضّع بفيروس الحصبة المعروف محليا باسم “أبو حمرون”، ورصد أكثر من 200 إصابة من بينها 144 بولاية لقصرين، و66 حالة أخرى بولاية صفاقس، ملفات فساد وأوبئة تعصف بأرواح التونسيين دون أن يتم البحث عن حلول جذرية لوقف هذا النزيف. وأفاد النائب عن حركة النهضة العجمي الوريمي أن مجلس نواب الشعب سينظر في هذا الملف مشيرا إلى أن الموضوع أكبر من أن تتعهّد به لجنة الصحة بمفردها وأنه ملف حارق يهم جميع الكتل ويهم البرلمان باعتباره يتعلق بالسياسة العمومية في قطاع الصحة والمنظومة الصحية المهددة. وأشار الوريمي في تصريح لموقع الشاهد إلى وجود خطر استراتيجي يهدد قطاع الصحّة ومن المفروض ان يكون القطاع اولى اولويات البلاد شأنه شأن قطاع التعليم والاستثمار والتشغيل، وأضاف أن العديد من المكتسبات في البلاد تحققت بتضحيات التونسيين وأن بلادنا كان من الممكن أن تبقى في المقدمة ورائدة في هذا المجال لكن العديد من العوامل والظروف المرتبطة بالفترة الانتقالية جعلت هذا القطاع مريض. وأفاد النائب أن القطاع يشكو من نقص في الموارد البشرية وهجرة الاطباء الى البلدان الاوروبية مشيرا الى أن القطاع يحتاج لنقلة حقيقية على مستوى صناعة الادوية وتوفير كل ماتستحقه المستشفيات. وأكد الوريمي أن ازمة هيكلية طالت القطاع تستوجب استراتيجية وطنية لتنظيمه، معتبرا أنه على الطرف الاجتماعي وسلطات الاشراف والمستثمرين الخواص اعطاء الأولوية لهذا القطاع و التضحية من اجل اطفالنا الذين لحقهم الضرر ودفعوا الضريبة فور خروجهم من بطون امهاتهم. وللاشارة فقد استقال وزير الصحة التونسي عبد الرؤوف الشريف إثر وفاة الرضع جراء تعرّضهم لتسمم في الدم، وقد تعهد رئيس الحكومة يوسف الشاهد بأن “تطال المحاسبة كل من ستثبت في حقه التحقيقات أي تقصير”، كما أعلنت وزارة الصحة التونسية فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الحادث. وقد عقدت وزير الصحة بالنيابة سنية بالشيخ اليوم ندوة صحفية أكدت خلالها أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أمهل ممثلي قطاع الصحة وعلى رأسهم وزيرة الصحة مدة شهر لإيجاد حل لمهزلة تسليم جثث الرضع داخل علب كرتونية ‘كرذونة'.