تتجّه الأنظار نهاية شهر مارس الجاري نحو القمّة العربية في نسختها الثلاثين والتي تحتضنها تونس للمرة الأولى بعد ثورة 14 جانفي، في وقت تشهد فيه المنطقة العربية توترات وتطورات وتحديات ستكون مما لا شك فيه على رأس أولويات هذا اللقاء العربي. ويتضمن جدول أعمال القمة نحو 20 مشروعاً وملفاً، على رأسها القضية الفلسطينية، وأزمة سوريا، والوضع في ليبيا واليمن، ودعم السلام والتنمية بالدول العربية، وقضايا التضامن العربي و مكافحة الإرهاب ومن المنتظر أن يكون للأزمة الليبية حضور هام في أشغال القمة العربية بتونس حيث سيتم العمل على تشجيع كل المبادرات التي تتخذها دول الجوار الليبي العربية منها والافريقية وكذلك الدور المحوري الذي يقوم به مجلس الأمن الدولي من أجل حلحلة الأزمة الليبية. وتبدأ الاجتماعات التحضيرية للقمة يوم الثلاثاء المُقبل على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، ثم كبار المسؤولين بالمجلس الاقتصادي الاجتماعي، وكذلك الاجتماع المشترك بين وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالاقتصاد والمال والتجارة، واجتماع وزراء الخارجية، فضلًا عن مشروع إعلان تونس الذي سيُصدره القادة العرب. وانطلقت تونس في استعدادت مكثّفة لإستقبال الملوك والرؤساء والقادة العرب المشاركين فى أعمال القمة، وقال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في تصريح سابق إن “تونس ستنجح في استضافة القمة العربية”، مؤكّدًا أن كافة الأطراف في تونس مُجنّدة لهذه المهمة. وتُعد هذه القمة الثالثة في تونس، حيث احتضنت سابقًا قمتين عربيتين وذلك في سنتي 1979 (القمة العاشرة) و2004 (القمة 16). وتوزعت بقية القمم على مصر والمغرب والجزائر والأردن والعراق والعربية السعودية والسودان وقطر ولبنان وسوريا والكويت وموريتانيا وليبيا و تم عقد 28 قمة عادية و9 قمم طارئة و3 قمم اقتصادية منذ تأسست جامعة الدول العربية سنة 1945، وتم تولي رئاسة الأمانة العامة للجامعة العربية 8 أمناء عامين حتى الآن. في المقابل، يرى آخرون أنّ القمم العربية ورغم الزخم والهالة الكبرى المحيطة بها، على مستوى الاستعدادات والانتظارات لا تختلف في إنشائياتها وشعاراتها عما سبقها من قمم عربية صوريةّ لم تأت بالفائدة على شعوبها، حيث يكتفي زعماء العرب بإلتقاط الصور وتوزيع الابتسامات دون الخوض في نقاشات جريئة ودون اتخاذ قرارات جديّة، حيث تظل بعض القرارات مضغًا في الافواه وشعارات مرفوعة داخل المؤتمرات وأمام الكاميرات فقط، فهل تصنع تونس الاستثناء العربي بقمّتها مثلما فعلت بربيعها؟