الشاهد/مقالات رأي مقال للحقوقي نبيل اللباسي من استمع البارحة لحسين العباسي وهو يتوعد ويزمجر ويتهدد بحرق البلاد يتأكد مما يلي: إن آخر ما يهم القيادات الحالية لاتحاد الشغل مصلحة تونس ومصلحة العمال،، وهي مستعدة لتدمير البلاد وتجويع الشعب خدمة لأهدافها الأنانية ومصالحها الشخصية والحزبية، إن سبب حنق قيادة الاتحاد يعود لانهيار حساباتها، ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه لملئ الشوارع بمسيرات مطالبة بإسقاط الحكومة وجدت نفسها محاطة بجموع من النقابيين الغاضبين والمطالبين بتطهير الاتحاد، وبدل من أن تكون هذه القيادة في موضع الهجوم وجدت نفسا في موضع الضعف والتمرد الداخلي في عقر دارها.. إن ما أثار جنون هذه القيادات هو أن يقع تدمير صورة فرسان الاتحاد ومليشياته التي طالما أرهبت بها النقابيين والعمال،، فقد بث إعلام العار على المباشر فرار هذه المليشيات رغم هراواتها من أمام جموع من الغاضبين العزل،، ورغبة منه في الانتصار لزملائه في معركة الدجل والتخريب كعادته فقد أثبت الاعلام أن النمر كان من ورق.. لذلك يريد صقور الاتحاد اليوم أن يثأروا لأنفسهم ولصورتهم ويثبتوا أنهم الأقوى،، بعد امضائها لاتفاقية التهدئة في سليانة وعودة الهدوء إليها، وهو ما أثبت أنها المحرك الأساسي لتلك الأحداث، وبعد إطلاقها لمثل تلك التصريحات النارية وتكرارها،، تكون قيادة الاتحاد قد ناقضت نفسها وانكشفت لشعبنا واعترفت بما لا يترك مجالا للشك أنها من كانت تقف وراء أغلب المصائب والاضطرابات التي يعيشها الوطن منذ أيام الزبالة المكدسة إلى اضطرابات وحرائق قفصة وسيدي بوزيد وسليانة وغيرها كثير،، ولأن لكل فعل آثار تراكم وردود فعل،، فقد تراكم الغضب لدى شعبنا من ممارسات الاتحاد وتهديده اليومي لمصالحه وقوت أبناءه وتعطيل كل امكانيات البناء والتنمية في البلاد بما ساهم في تفاقم مشاكل البطالة وهروب المستثمرين في عديد الجهات.. كما ضاقت قواعد النهضة من تهاون الحكومة التي انتخبتها ومهادنتها للمخربين وناشري الرعب في البلاد ومن تخاذلها في القيام بدورها بتحقيق الأمن والاستقرار والتطبيق الصارم للقانون سواسية على الجميع،، وضجرت من تنازلات قياداتها وهي تعاين يوميا الانفلات الأمني الذي يوشك أن يدمر البلاد ويقوض مشروع الثورة وأهدافها وتشعر أنها تتحمل لوحدها حملات الدعاية والكذب والسب والقذف دون أن يكون لها حق الرد،، لذلك قررت الخروج عن بيت الطاعة والانتظام مع أعداد كبيرة من أبناء وقيادات الثورة الغاضبين ضمن رابطات لحماية الثورة وهيئات لاصلاح وتطهير الاتحاد،، وهي تتلقى دعما وتأييدا متزايدا من أبناء هذا الوطن.. ولأن قيادة الاتحاد لم تعد تمثل هذا الشعب ولا شريحة العمال منه، بل تمثل مصالح فئة قليلة فاسدة وأنانية يمقتها الشعب لما ألحقته بالبلاد والعباد من مفاسد وأضرار.. لذا، فإني أعتبر أن قرار الاضراب العام ليوم 13 ديسمبر كان خطأ تاريخيا قاتلا لهذه القيادة قد تنتهي بانتهاء الاتحاد كقوة سياسية مؤثرة في البلاد ليتشرذم إلى فتات من النقابات الحزبية الضعيفة والمتصارعة،، أو لتسقط هذه القيادة سقوطا مدويا بثورة القواعد عليها في محاولة منها لانقاذ الاتحاد والحفاظ على مصالح العمال.. لذا أطمئن المتخوفين من الحرب الأهلية أن مبررات وعوامل الحرب الأهلية غير متوفرة في بلادنا والحمد لله،، وسيكتشف المكشرين عن أنيابهم أن تلك الأنياب سقطت منذ زمان بعيد، وسيرون كيف يكون الانهيار الشامل والسريع.