بات الحديث عن موسم حدجّ اليهود إلى كنيسة الغريبة يجزيرة جربة يتزامن مع الحديث عن تطبيع خفي مع الكيان الصهيوني يتم بمقتضاه استقبال إسرائيليين، وهو معطى نقله هذه المرة التلفزيون الإسرائيلي الي بثّ تقريرا يتحدث فيه وبشكل تفصيليّ عن الأعياد اليهودية بمدينة جربة. ويقول التقرير الذي قامت بإعداده “رينا متسليح”الصحفية اليهودية من أصول تونسية والذي بثّ في الأخبار المركزية للقناة الإسرائيلية، أن الزيارات الإسرائيليّة إلى تونس هي جزء من السياسة التونسية في الانفتاح على العالم الخارجي، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، والرغبة بتحسين السياحة الخارجية وزيادتها، وبناء على ذلك، شددت رينا متسليح في تقريرها، على أنّ تونس باتت تسمح بزيارة الإسرائيليين مرة واحدة في العام على الأقل. وخلال زيارتها التقت الصحافية، متسليح مع وزير السياحة روني الطرابلسي، الذي تحدث عن هذه الرحلة، وهو محاط بمئات الإسرائيليين من السياح الذين يأتون إلى تونس بجواز سفر إسرائيلي، حيث ألقى كلمةً في المكان أمام الزائرين. وقالت الصحفية السرائيلية “متسليح” في التقرير الذي تمّ عرضه على الصفحة الرسميّة للقناة في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وأيضا على قناتها في يوتيوب، إن “الحافلات التي تقل السياح اليهود الذين يأتون إلى تونس تحاط بإجراءات أمنية مكثفة من الأجهزة الأمنية التونسية، بما في ذلك توفير كلابٍ أمنيّةٍ لتعقب الأثر، وتوفير مزيدٍ من الحماية والاحتياطات، مع العلم أن عدد الإسرائيليين الذين يزورون تونس سنويًا هو الأكبر هذا العام منذ اندلاع الثورة التونسية سنة 2011”. وكشفت الصحافية الإسرائيليّة النقاب عن أنّ بعض اليهود الإسرائيليين الذين يزورون تونس يأتون لرؤية منازل ذويهم، كما استطاع بعضهم الحديث باللغة العربية ذات اللهجة المحليّة التونسية، لأنهم يسمعونها من أجدادهم وجداتهم المقيمين في إسرائيل. أما إيريس كوهين المرافقة السياحية للوفد الإسرائيلي فقالت إنّ “هناك زيادة في أعداد اليهود الإسرائيليين الراغبين بزيارة تونس في السنوات الأخيرة، وهناك زيادة غير عادية في حجم الزائرين”، وأضافت: “أذكر في سنواتٍ سابقة كنت أحاول إقناع بعض المسنين اليهود من أصول تونسية لزيارة تونس، لكني اليوم بت أنظم رحلات دورية من إسرائيل إلى تونس من الجيلين الثاني والثالث، اليهود يأتون مع الأبناء والأحفاد لزيارة تونس، يقودهم الحنين”. يذكر أن وكالة الأنباء الفرنسية أكدت في مقال نشرته بتاريخ 2 ماي 2018 أنه من بين زوار الكنيس في سنة الماضية “يهود قدموا من أوروبا وإسرائيل”، ونقلت تصريحًا عن فيكتور الطرابلسي، وهو أحد منظمي الزيارة، أنه يوجد ما بين 150 و200 إسرائيليًا من بين الزوار.