تعود مشكلة انقطاع المياه إلى الواجهة مع حلول فصل الصيف، وما فتئت هذه المعضلة تتفاقم حتى أدركت جميع القطاعات الصحة والفلاحة والتربية وحتى الأحياء وغيرها. وقد اشتكى عدد من الفلاحين بمعتمدية بوسالم من انقطاع مياه الري وعدم توصل مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية إلى إصلاح العطب الذي جد بشبكة الري بمنطقة الحوايجية منذ أسبوع تقريبا. واعتبر عدد من مزارعي الخضر واللفت السكري والطماطم والتبغ والدلاع والعلف الأخضر والاشجار المثمرة في مناطق البئر الأخضر والمالح والمنقوش وسيدي على الجبيني، أن تواصل انقطاع مياه الري على مزارعهم منذ يوم 13 جوان الجاري، دون إعلام مسبق من مصالح وزارة الفلاحة، أضر بهم بشكل مباشر ولاسيما في ظل ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وحاجة مزروعاتهم الماسة إلى الماء وبطئ عملية الإصلاح، مطالبين بضرورة فتح الماء لإنقاذ مزروعاتهم. وأوضح المتضرّر أن شبكة الري لم تعد تحتمل ضغط المياه الواردة عليها والمارة صلبها وهو ما يستوجب، في نظرهم، التعجيل في تغييرها بما يتلائم وحاجيات المزارعين وحاجيات المزروعات الجديدة التي تتطلب كميات كبيرة من الماء، خاصة في مثل هذا التوقيت من فصل الصيف. من جهته، بيّن المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة الشاذلي الغزواني في تصريح صحفي أن أشغال الصيانة القائمة على محورين من محاور شبكة الري بمنطقة الحوايجية والتي تعهدت بها احدى شركات المقاولات، هي بصدد الإنجاز، مرجحا انتهاءها خلال اليومين القادمين. تجدر الإشارة إلى أن المدارس الابتدائية في الأرياف التونسية خاصّة تواجه أزمة في مياه الشرب بسبب عدم الربط بشبكة الماء الصالح للشراب وتعتبر أزمة انعدام المياه في المدارس القرويّة وتلوّثها ان وجدت سببا في انتشار أمراض عديدة في صفوف التلاميذ على غرار التهاب الكبد الفيروسي وداء السل ومرض الكلب والجرب وخاصة انتشار المرض الجلدي «الشمنيوز». وكانت منظمة “اليونسكو” قد ادرجت البلاد التونسية ضمن قائمة الدول التي ستعرف مشاكل مائية كبيرة وستواجه صعوبات خطيرة في توفير المياه في حدود سنة 2025، وحسب دراسة للأستاذ بكلية العلوم بتونس محمد العربي بوقرة فإن أسباب ازمة المياه تعزى الى عدّة عوامل من بينها سوء التصرف ومحدودية نجاعة تعاطي الدولة مع الحلول البديلة لتفادي النقص في الموارد المائية التقليدية.