قالت جريدة الصباح في عددها الصادر اليوم ألأحد 23 جوان 2019 إنّها “ترفض أن تكون حصان طروادة في معارك قذرة”. وأكّدت الصحيفة في مقال بعنوان “عندما تتلاعب امرود كونسلتينغ بنتائج استطلاع الرأي”، أنّها اتصلت يوم 13 جوان بصاحب مؤسسة “امرود”، نبيل بلعم، يوم صدور نتائج سبر الآراء الذي أجرته “سيغما” الذي رفع نسبة التصويت لنبيل القروي في الرئاسيات ولحزبه “الذي لم يؤسس بعد”، في مرتبة متقدمة على جميع المنافسين، فأكّد أنّ النتائج متباينة بل مختلفة تماما، وذكر أنّ النهضة حصلت على نسبة 25 بالمائة من نوايا التصويت، وأنّ “حزب نبيل القروي” حصل على 18 بالمائة فقط، مضيفا أنّ منهجية “سيغما” خاطئة وأنّه من المستحيل أن يهزم “حزب نبيل القروي” حزبا في حجم حركة النهضة. واعتادت صحف مؤسسة دار الصباح نشر “مقياس الشأن السياسي” بالتعاون مع مؤسسة امرود، لكنّها امتنعت هذه المرة عن نشر النتائج المتعلقة بشهر جوان 2019. ومضت الصحيفة في كشف ملابسات سبر الآراء الذي رفضت نتائجه قائلة: “عندما وصلنا استطلاع الرأي يوم الثلاثاء الماضي (18 جوان) بعد أن كان مقررا يوم الاثنين وننشره يوم الثلاثاء، والذي تعمّد تأخيره متعللا بأنه حصل عطب في البرمجة المعتمدة، تفاجأنا بتغيير كل المعطيات والنسب التي أخبرنا بها عبر الهاتف، بحيث وفي ظرف 3 أيام انهارت نسب التصويت لحركة النهضة من 25 بالمائة يوم الخميس لتصبح 6,9 بالمائة يوم الثلاثاء، ويقفز في المقابل حزب نبيل القروي إلى 22,9 بالمائة ويتصدر نوايا التصويت”. وأكّدت الصحيفة أنّ السيد نبيل بلعم أجاب عن استفسار حول هذا التغيير بالقول: “نزلنا إلى الميدان وغيّرنا نتيجة النهضة”. وتابعت الصحيفة موضحة أسباب شكوكها في الأرقام التي وصلتها، مشيرة إلى أنّ “امرود” تعمدت إرسال نتائج الاستطلاع يوم الثلاثاء، أي يوم جلسة تعديل وتمرير القانون الانتخابي في مجلس نواب الشعب، وذلك “بغاية جعلنا نمرر النتائج المخالفة للقانون ولإرادة الأغلبية ولقواعد اللعبة الديمقراطية وبالتالي محاولة استعمال دار الصباح “حصان طروادة” في معارك وتجاذبات سياسية مبتذلة”، وفق تعبير الصحيفة. وأكّدت الصباح أنّ إحصائيات “امرود” الأخيرة تثير الريبة، حيث وقع استبدال الأسئلة التلقائية بأخرى موجهة، وإقصاء اسماء أحزاب من الأسئلة المتعلقة بالتشريعية، إضافة إلى إقصاء رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من السؤال المتعلق بالرئاسية. كما كشفت المنهجية عدم اقتناع القائمان على الاستطلاع بالنتائج فحاصرت المستجوبين بأسئلة جديدة لتوجيههم نحو نتيجة جديدة محددة مسبقا.