بعد أن وُجّهت له أصابع الاتهام بمحاولة إحداث الفتنة في تونس والتأثير على الأمن القومي بترويج اشاعة وفاة رئيس الجمهورية التونسية، لم يبق للإعلام الإمارتي سوى الاستثمار في بقية أوراقه بعدما أعلن إفلاسه وكُشفت مخطّطاته التحريضيّة ضدّ تونس وشعبها. والغريب أن المواقع الإمراتية التي روجت لإشاعة الوفاة رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي هي ذات المواقع التي تتهم حركة النهضة اليوم بمحاولة الانقلاب على رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، رغم ان حركة النهضة كانت أول من حذّر من مخططات الإيقاع بتونس عبر نشر الإشاعات المُغرضة حول صحة الرئيس. ونشرت مواقع إعلامية إماراتية اليوم الاثنين 1جويلية 2019 تقارير إعلامية ذات اتجاه واحد وهو اتهام حركة الانهضة بالانقلاب على السبسي، ونشرت العين الاخبارية مقالا بعنوان “إرهاب تونس.. محاولات إخوانية للانقلاب على المسار الديمقراطي “، فيما نشرت البيان الاماراتية مقالا اخر بعنوان “كيف أجهض "الزبيدي" محاولة انقلاب حركة النهضة على المسار الديموقراطي “، في الوقت الذي يحذر فيه مراقبون ومختصون من خطورة الآلة الإعلامية الاماراتية التي اظهرت اهتماما كبيرا بمجريات الاحداث السياسية التونسية بل تدخلت فيها في اتجاه توزيع السيناريوهات السوداء وبث البلبلة والإشاعات, وأثارت التسريبات بشأن صحة السبسي مخاوف واسعة في الشارع التونسي ولدى الوجوه السياسية، وما زاد الوضع سواءًا هو تعمّد مواقع خليجية سعودية وإماراتية بالأساس على نشر إشاعات في الغرض حيث سارعت الغرف الإعلامية بأبو ظبي بنشر أخبار تروج لوفاة رئيس الجمهورية في الوقت الذي فندت فيه جهات رسمية ذلك، ما أثار استنكارا واسعا على الساحة المحلية، حيث اتهم سياسيون الامارات باستهداف تونس واستقرارها. وكانت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش أفادت أن الأخبار “المغلوطة” المتداولة حول وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي هدفها “ااستهداف الأمن القومي للبلاد”، وفق تعبيرها, وقالت قراش في تصريح إذاعي إن “من يروج هذه الأخبار يستهدف الأمن القومي التونسي”، معتبرة أن في ذلك “تعدّ على استقرار” البلاد. ورفضت قراش تسمية “وسائل الإعلام الأجنبية” التي قالت إنها بثت الخبر، إلا أن نشطاء نشروا عبر موقع “فايسبوك” أخبارا لمواقع إماراتية تحدثت عن وفاة السبسي، ما جعل الكثيرين يطالبون السلطات التونسية باستدعاء سفير الامارات والسعودية للاستفسار حول هذه المسألة الخطيرة والتي تمسّ من امن تونس وسيادتها. وشهدت العلاقات التونسية الإماراتية توترًا كبيرًا في السنوات الأخيرة التي تلت ثورة 14 جانفي، خاصة بعد نجاح تونس في إرساء النموذج الديمقراطي العربي. وحذر راشد الغنوشي في هذا السياق من إمكانية وقوع الشعب التونسي في شباك الأعداء دون وعي وفق تعبيره. وتحدث رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار له مع برنامج مع سماج مفتاح على قناة حنبعل أمس الأحد، عن وجود خطة أجنبية لايقاع الشعب التونسي في حالة هلع واضطراب والجمود والشلل. وفق وصفه