اكتسحت الصراصير السوداء عدة مدن تونسية مما خالف حالة من الصّدمة لدى التونسيين الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن تكون هذه الحشرات ناقلة للأوبئة والأمراض في الوقت الذي تولت فيه البلديات المعنية القيام بحملات لرش المبيدات في المناطق المجاورة للأحياء السكنية التي ظهرت بها هذه الحشرات على غرار القيروان والمرسى واريانة وسكرة ووادي الليل. واستيقظ متساكنو منطقة روّاد من ولاية أريانة صباح اليوم الأحد على وقع اكتساح جحافل الصراصير السوداء للتجمّعات السكنية وحواشي الأودية وأماكن تراكم مياه الأمطار والمياه المستعملة ممّا جعل بلديّة المكان تتخذ إجراءات عاجلة للحد منها على غرار الإسراع بالمداواة ووضع أرقام هاتفية خاصة للإبلاغ عن وجودها بالأحياء السكنية. وعلق وزير البيئة مختار الهمامي، في تصريح صحافي، على انتشار الصراصير، بالقول إنّ هذه الحشرات لا تحتاج إلى جواز سفر لتنتقل من مكان إلى آخر، مبينا أنها “تنتشر عند السباخ والأودية والغابات وتتكاثر مع تغير المناخ واضطرابه”. وأفادت وزارة الشؤون المحلية والبيئة في بلاغ لها، بأنه تبعا “لانتشار ظاهرة الصراصير والحشرات بعدد من المناطق والولايات بالجمهورية، تم بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون المحلية والبيئة ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزارة الصحة تدارس انتشار هذه الظاهرة ومسبباتها”. وخلص البلاغ الى ان “الصراصير السوداء ظاهرة طبيعية مرتبطة بخصوصيات هذه الحشرة وتفاعلها مع العوامل المناخية (نزول الأمطار والارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة..) وهي ولئن تمثّل مصدر إزعاج للمواطنين عند ظهورها بكثافة فإنها لا تنقل الأمراض كالناموس ولا تضر بالمحاصيل الزراعية كالجراد ..” وفق ذات البلاغ. في المقابل عبر بعض المواطنين عن خشيتهم من ان تكون هذه الحشرات ناقلة لعدوى بعض الأمراض أو الأوبئة مطالبين بلدية رواد بالتدخل العاجل للقضاء على الصراصير التي أضحت تقتات من الفضلات والمياه الراكدة وتتناسل بشكل غير مسبوق، وفق تعبيرهم. وفي هذا السياق أكد رئيس بلدية روّاد عدنان بو عصيدة اتخاذ البلدية لكافة التدابير للتقليص من حجم اكتساح الصراصير السوداء والناموس على حد السواء والتقليص من أعدادها من خلال المسارعة بمداواة الأحياء ومجاري الأودية باستعمال تقنية التضبيب الحراري والمبيدات والمقاومة العضوية للحشرات لاسيما في الاماكن التي سجّلت تكاثف هذه الصراصير. وأكّد أيضا “تدخل لجنة النظافة والصحة بالبلدية وفريق مقاومة الحشرات اكثر من مرة بكل من منطقة البرارجة وتحديدا وادي الطريق العام والوادي الكائن خلف معمل التمور ومنطقتي الغزالة وسيدي عمر ورواد الشاطئ من خلال الرش بالمبيدات حسب الإمكانيات المتاحة داعيا المتساكنين إلى المحافظة على الصحة العامة ونظافة المحيط وإخراج الفضلات في الأوقات المخصّصة لذلك.