أثار الحوار الذي أجراه سفير الاتحاد الأوروبي بتونس مع صحيفة “لوموند” الفرنسية استنكارا شعبيا واسعا وقد اعتبرت تصريحاته بمثابة تدخل خارجي في تونس ومس من سيدتها. وتبعا لذلك وجهت وزارة الخارجة استدعاء للسفير المذكور لتوضيح فحوى تصريحاته، حيث قدم اعتذاره عن ردود الأفعال التي رافقت حواره، مؤكدا أن تصريحاته أُخرجت من سياقها. كما أشار السفير الى أن اللقاء الصحفي الذي جمعه مع صحيفة لوموند كان منذ فترة طويلة غير أن نشره قد تم هذا الاسبوع وفقا لما اوردته اذاعة “شمس أف أم”. من جانبه استغرب المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي من حملة الانتقادات التي رافقت تصريحات سفير الاتحاد الأوروبي، في حين أنه يتم قبول “عربدة سفير فرنسا على كامل التراب التونسي وتدخله السافر في شؤون البلاد في كل المجالات حتى أنه أعلن بعد الاجتماع الذي جمعه بسفراء اوروبا عن مساندته لرئيس الحكومة يوسف الشاهد”. وأضاف العبيدي في تصريح لموقع “الشاهد” أن سفير الاتحاد الأوروبي علّق على مجال جزئي في تونس وأنه على التونسيين الاحتجاج على جميع التدخلات في شؤون البلاد أو السكوت عوض اعتماد سياسة الانتقاء كما أكد المتحدث أن التونسيين هم من ساهموا في تدخل الأجانب في شؤون البلاد حتى أن السياسيين أصبحوا يطلبون مساندة بلدان خارجية ثم يستنكرون التدخل، مشيرا إلى أن استهانة السياسيين بسيادتنا أوصلتنا لهذا الوضع. وكان سفير الاتحاد الأوروبي السابق في تونس قد أعرب عن قلقه من رفض النظام للتطور الاقتصادي، مهما كانت نتيجة الانتخابات، قائلا “من المحبّذ أن نرى في سنة 2020 رئيس حكومة يضع أولويات واستراتيجية واقتصادية واضحة، ويكون له أغلبيّة مستقرة وقوية من أجل تنفيذها”. وأضاف السفير “هناك في تونس من يرفض المنافسة الحرة والشفافة وخاصة من المحتكرين، فبعض المجموعات العائلية التي تسيطر على الاقتصاد التونسي ترفض وجود شركات ناشئة وشابة ومع اتفاقية الأليكا سيقل الاحتكار، وهذا أيضا يتعارض مع الفساد والسوق السوداء”، وردا على هذا التصريح قال وزير السياحة روني الطرابلسي: “تونس بلد صغير وفيها رجال أعمال يعملون بجد ويساهمون في إدخال العملة الصعبة للبلاد… أستغرب كيف يقوم أجنبي بإبداء رأيه في اقتصاد تونس؟” مضيفا “في فرنسا أيضا هناك عائلات تتحكم في بعض القطاعات الاقتصادية”.