تشهد الساحة الوطنية في الأشهر الأخيرة تحولات جوهرية و جذرية غيرت من طبيعة العمل السياسي و الحزبي في تونس وعجّلت من وتيرة التحالفات وسط حراك غير مفهوم، إذ أن أعداء الأمس قد يتحولون إلى أصدقاء متقاربين بحكم المصلحة الظرفية وعامل الوقت الذي يضغط على الأحزاب قبل الانتخابات القادمة. ودعا رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق في تصريح لإذاعة اكسبراس أف أم، الأحزاب “الوسطية والتقدمية” إلى عقد التزام في ما بينها، للتحالف والحكم بصفة تشاركية خلال الفترة القادمة. ووجه محسن مرزوق الدعوة إلى الحزب الدستوري الحر إلى التحالف وذلك في حال أثمرت نتائج الانتخابات الأغلبية. لكن دعوة مرزوق اتت في سياق مغاير لتصريحاتها السابقة حيث أن القيادي السياسي كان قد دعا الناخبين في السابق غلى عدم انتخاب عبير موسى بسبب مشروعها الإقصائي والرامي لوضع المواطنين في السجون، على حد وصفه. وكان مؤسس حركة مشروع تونس محسن مرزوق قد دعا شهر مارس الماضي إلى عدم انتخاب عبير موسى، قائلا: “زعمة فمة بهاليل ومهابيل بش يصدّقوا الجماعة هاذم وينتخبوهم، فمشروع هؤلاء هو حضبة وحصان وحطان الناس في الحبس”، في إشارة إلى حزب عبير موسي. وحذّر مرزوق خلال ذات التصريح الذي أدلى به لإذاعة موزاييك من انتخاب الأطراف التي تتبنّى فكرة أن كل شي كان على أحسن حال قبل 2011، وأنّ ما جرى في تونس مؤامرة. يشار إلى أنّ القيادية في حزب قلب تونس سميرة الشواشي تحدّثت عن مشاوارات حزب قلب تونس وحزب عبير موسي وعيش تونسي لتشكيل حكومة بعد الانتخابات، دون حركة النهضة