فشلت حملة ميلشيات خليفة حفتر على طرابلس من أجل السيطرة على عليها بدعم مصري فرنسي إماراتي، مقابل عجز دولي عن إصدار قرار موحّد بشأن ليبيا خاصة مع تمسّك بعض الدول الكبرى بحماية قوات حفتر في مواجهة الحكومة المعترف بها دوليا. ويبدو أن ليبيا ستعرف تصعيدا في الأيام القليلة القادمة حيث أعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي بطرابلس في بيان اليوم السبت 20 جويلية 2019 عن قلقه إزاء “الترتيبات التي يتم إعدادها لتصعيد عسكري من قبل قوات معتدية على العاصمة طرابلس”، في إشارة إلى قوات خليفة حفتر، في وقت تتواصل فيه اشتباكات متقطعة جنوبطرابلس مع مليشياته. وأضاف المجلس الرئاسي، أن تلك الترتيبات تشمل ضربات جوية تستهدف المرافق المدنية الحيوية بما في ذلك مطار معيتيقة الدولي، مؤكداً “جاهزية قوات الوفاق لصد العدوان الجديد”. وحمل الرئاسي البعثة الأممية في ليبيا والمجتمع الدولي المسؤولية عن صمتهم “تجاه ما سوف يحدث في صفوف المدنيين”. وجاء بيان الرئاسي بعد يوم من نشر المجلس الأعلى للدولة معلومات وصلته بشأن إعداد حفتر لحملة عسكرية بدعم فرنسي ومصري وإماراتي، مستنكراً البيان السداسي الذي شاركت فيه هذه الدول الثلاث يوم الثلاثاء الماضي ودعت فيه لوقف القتال وإعادة المسار السياسي لحل الأزمة في ليبيا. ولم يصدر أي ردّ عن الدول الثلاث على هذا الاتهام حيث المجلس، في بيان، إنه “في الوقت الذي استغرب فيه ورود أسماء بعض الدول في البيان الصادر بتاريخ 16 جويلية والداعي إلى وقف القتال في ليبيا، فإنه يتابع بقلق شديد المعلومات الاستخباراتية الواردة إليه التي تشير بالدليل القاطع إلى أن دولاً من بين الداعية إلى وقف القتال تدعم مليشيات حفتر بالسلاح والأفراد”. وأضاف بيان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أن هذه الدول هي “فرنسا والإمارات ومصر”، متهماً إياها بأنها “ترتب للتورط بشكل أكبر مع مليشيات حفتر للهجوم على العاصمة طرابلس باستخدام الطيران والأسلحة النوعية، بعد كل الاختراقات التي قامت بها في السابق، وبعد عجز قوات حفتر عن تحقيق أي تقدم، رغم كل التدخلات والدعم، متسببة في إحداث الدمار والخسائر في الأرواح والممتلكات وترويع الآمنين”. وشهد جنوبطرابلس مساء أمس الجمعة، اشتباكات لعدة ساعات بسبب محاولة قوات حفتر التقدم والاستيلاء على مواقع جديدة. وفيما أعلن المتحدث باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، ليل السبت في مؤتمر صحافي، عن سيطرة قوات حفتر على معسكر اليرموك بمحور الخلة، نقلت قناة “فبراير” التابعة لحكومة الوفاق مشاهد صباح اليوم السبت من داخل معسكر اليرموك، وأكدت القناة على لسان قادة محاور القتال بقوات الحكومة تمكنهم من صد هجوم عنيف على المعسكر واسترداده بعد ساعات من اضطرارهم للانسحاب منه. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش بقيادة حكومة الوفاق، محمد قنونو، أن تصريحات قادة مليشيات حفتر عارية عن الصحة، مؤكداً أن قوات الحكومة لا تزال تسيطر على مواقعها. وأضاف قنونو أنه “مقابل محاولة قوات حفتر التقدم نشط سلاحنا الجوي في استهداف أي تحرك داخل محاور القتال وسدد 12 ضربة جوية خلال الساعات الماضية”. وأوضح أن الأهداف التي تمكن طيران الحكومة من تدميرها كانت في محاور اليرموك ووادي الربيع، وغارات أخرى استهدفت مواقع لحفتر خارج طرابلس منها تمركزات في منطقة الاصابعة جنوب غريان.