أثار بثّ قناة الحدث التابعة لقناة العربيّة والتي تبثّ من “أبو ظبي” يوم الثلاثاء 4 سبتمبر تقريرا من مدينة الذهيبة من ولاية تطاوين، جدلا واسعا في تونس ووجّه نشطاء منصات مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة خاصة أن البرنامج اعتبر أن المدينة “تعج بالإرهاب والإرهابيين” وأنّ سكانها ندموا لتصويتهم لحركة النهضة ولم يكتف صاحب التقرير الأردني عمار الهندي بهذا الوصف، حيث ذهب إلى تصنيف مدينة الذهيبة ك”عمق استراتيجي” لتنظيم داعش الإرهابي في تونس. وعلى الرغم من أن أهالي الجهة، أكدوا رفضهم التام وعداءهم للتنظيمات الإرهابية، كما جاء في التقرير، إلا أن صاحبه أصّر على اختلاق مشهد سوداوي مظلم عن المدينة، خدمة لأجندات سياسية تعكس الخط التحريري للقناة خاصة في ظلّ الحملة الانتخابية الرئاسية والتي تسبق حملة انتخابية تشريعية تريد هذه القناة فرض أجندة معيّنة من خلال تزييف الحقائق. من جهتها، طالبت نقابة الصحفيين التونسين قناة العربية بالاعتذار على خلفية بثها للتقرير وصفته بغير المحايد، تضمن تزييفا لشهادات المستجوبين، إضافة إلى مغالطات عديدة تمس من صورة تونس عامة ومواطني منطقة الذهيبة. ودعت لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية في النقابة، قناة العربية والعربية الحدث وكل المؤسسات الإعلامية التي تنقل عنها التقارير الصحفية وصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي ويوتيوب إلى سحب التقرير فورا لما شابه من عيوب أساسية تمس من صدقية العمل الصحفي ولما له من تأثيرات سلبية على التونسيين. وبينت اللجنة أنها ”ليست المرة الأولى التي تقوم فيها مجموعة قنوات العربية، التي تمولها مملكة السعودية، بنشر أخبار زائفة ومضللة بهدف الإساءة الى تونس وشعبها'. وذكر الهيكل النقابي المسؤولين عن هذه المؤسسة الإعلامية بأنه لازال يحتفظ بحق التونسيات والتونسيين في متابعتها عن بث إشاعة وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي يوم 27 جوان الماضي ما لم تعتذر عما بدر منها من سياسة عدوانية موجهة ضد بلدنا وشعبنا. واعتبرت لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أن القول بأن' منطقة الذهيبة هي العمق الاستراتيجي لتنظيم داعش الإرهابي في تونس هو أمر مغلوط ومرفوض وموجه لخدمة أجندات سياسية إقليمية'. وأكدت أن الحديث عن أكثر من 90% من سكان ذهيبة يمتهنون التهريب، هو تشويه مرفوض لسكان المنطقة وهو مخالف لكل المواثيق الأخلاقية المهنية وروح العمل الصحفي المرتكز إلى الأمانة والنزاهة والتعلق بالحقيقة'. وتابعت أن ‘التقرير الصحفي غير محايد وقد تم اختيار المستجوبين بطريقة انتقائية مما يبرهن على أن ما تم بثه موجها وموظفا سياسيا بغاية التشويه والتظليل'.