قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إنّ تونس مقبلة على امتحان جديد للبلاد ولقوى الثورة. واعتبر الغنوشي خلال ندوة صحفية عقدها اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2019، أنّ المرحلة المقبلة تتطلب أن يكون هناك انسجام داخل السلطة التنفيذية، مشيرا إلى أنّه إذا تم انتخاب قلب تونس في التشريعية وانتخاب قيس سعيد في الرئاسة سيكون هناك تصادم على رأس السلطة وهذا لن يعين على تحقيق أهداف الثورة، وفق تعبيره، لأنّ “التناقض على رأس السلطة التنفيذية لا تتحمله ديمقراطية ناشئة بل حتى الديمقراطيات العريقة، ونحن اليوم في وضع مشابه ونحذّر من هذا السيناريو الذي لا يناسب تونس. ولهذا ندعم قيس سعيد على رأس السلطة التنفيذية، وندعو الشعب إلى أن ينتخب النهضة باعتبارها قادرة على التعامل مع قيس سعيد رئيسا”. وشدّد راشد الغنوشي على أنّ النهضة مهيّأة للحكم من خلال تجربتها ونظافة يد مسؤوليها، “ولسنا مستعدّين للتحالف مع أي حزب تحوم حوله شبهات فساد”، حسب تعبيره. وتحدّث الغنوشي عن العلاقة بالسلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة وقال: “نحن عقلنّا المنظومة القديمة سنة 2014 ومنعناها من أن تنحرف نحو الفتنة والإقصاء، وسنفعل ذلك مع قوى الثورة هذه المرة بإدخال قدر كبير من العقلنة حتى يستمرّ الاستقرار في تونس وتظلّ تونس دولة الوسطية والاعتدال ودولة الثورة العاقلة وليست الثورة الجامحة”. وبخصوص تقييم تجربة المشاركة في الحكم أثناء السنوات الخمس الماضية، قال راشد الغنوشي إنّ السؤال الذي يوجّه إلى النهضة “ماذا حققتهم بعد 5 سنوات من الحكم؟” يجب أن يوجّه إلى حزب نداء تونس لأنّ الشعب انتخبه سنة 2014. وأشار الغنوشي إلى أنّ حزبه شارك مشاركة جزئية، ويحاسب على قدر مشاركته. واستدرك قائلا: “لكننا معتزون بمنتوج هذه السنوات لأنه حقق الاستقرار، وهذا موقف ثوري لأنّ المعنى الأساسي للثورة طيلة 5 سنوات كان المحافظة على الاستقرار وعلى الحرية في البلاد، ومشاركة النهضة في الحكم حققت هذا، يضاف إلى ذلك الوصول إلى هذه المحطة الانتخابية وقبلها الانتخابات البلدية التي رسخت الحكم المحلي وجعلت الثورة ليست بناء فوقيا وإنّما بناء تحتيّا يحرسه حوالي 7 آلاف نائب ونائبة أكثر من نصفهم شبان”. وتطرق الغنوشي إلى برنامج حركة النهضة وقال: “نحن متجهون إلى التركيز على الملفات الأساسية وهي القضاء على الفقر وعلى التفاوت الجهوي والقضاء على الفساد الذي لا يزال مستفحلا، وستبنى تحالفاتنا على هذا الأساس”. وشدّد على أنّ “القضاء على الفقر يجب أن يتم بوسائل نظيفة بعيدة عن الاستغلال السياسي ولا يكون بطرق فيها إذلال للمواطن، وللأسف هناك مشاريع تدعو إلى القضاء على الفقر من خلال استغلال حاجة الفقير وتصويره وكسب بطولة من وراء ذلك”. وذلك في إشارة إلى استغلال المرشح الرئاسي نبيل القروي لجمعية خيرية وقناة تلفزية لاستثمارها في الدعاية لنفسه ولحزبه الجديد. وتابع الغنوشي: “مشروعنا اليوم اجتماعي اقتصادي جوهره القضاء على الفقر والتفاوت وذلك تحقيقا للهدف الثاني من الثورة، ولذلك تحالفاتنا ستكون على هذا الأساس”.