يعيش حزب نداء تونس أزمة معقدة، ويبدو أن نتائج الانتخابات التشريعية سيكون لها الدور الأساسي في مستقبل الحزب المهدد بالغياب عن البرلمان القادم في ظلّ توقعات كبيرة بتراجع الحزب الذي انتصر في 2014 وحصد 89 مقعدا في مجلس نواب الشعب. ويعتبر النداء من بين 10 أحزاب قدّمت قوائم في 33 دائرة، غير أنّ الحملة الانتخابية بيّنت أن الحزب تراجع بشكل كبير ميدانيا بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية بدعمه لعبد الكريم الزبيدي والذي جاء في المركز الرابع رغم دعم عديد الأحزاب له وتخلّي بعض المرشّحين لصالحه. ويبدو أن الحزب بات يرى في المصالحة قارب للنجاة في ظل الشتات التي تعرفه العائلة الوسطية وخروج العديد من الشخصيات من حزب “تحيا تونس” وكذلك بعد هرب مديره التنفيذي حفظ قائد السبسي إلى فرنسا. وجدد حزب نداء تونس أمس 1 أكتوبر 2019، دعوة “المنشقين من الحزب والمغادرين والمستقيلين وكل المؤمنين بالمبادئ الوطنية إلى الوحدة الندائية والعودة إلى الأصل والبيت الندائي بعيدا عن التشنج وعن خطاب التشويه والإقصاء”. واعتبر الحزب في بيان صادر عنها اليوم أن ذلك يتطلب من الجميع الالتزام بمبدأ مصلحة الحزب فوق مصلحة الاشخاص والاعتذار المتبادل وبشرف. ودعا الحزب “كافة الشعب إلى مزيد الالتفاف حول مؤسسات الدولة والمصلحة العامة والتمسك بمكتسبات الدولة الوطنية العصرية الحديثة وعدم الانسياق وراء الإغراءات والخطاب الشعبوي البعيد عن الواقع والبعيد عن إمكانات الدولة والعمل على حسن الاختيار والمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية”. وهذه ليست المرّة الأولى التي يدعو فيها الحزب لعودة المنشقّين والمغادرين والغاضبين للرجوع لحضيرة الحزب ولكن تراجع الحزب وطريقة تسييره جعلته منفّرا للذين غادروا والتحقوا بأحزاب أخرى تفرّعت عنه. ويبدو أن الدعوة متأخّرة جدا في ظل تراجع مكانة الحزب على الساحة الوطنية ومغادرة عشرات النواب له وحتى رئيس كتلته في البرلمان سفيان طوبال فقد ترشّح على قائمات حزب قلب تونس. وشهدت الفترة الأخيرة مغادرة عديد النواب للحزب للالتحاق بحزب أمل تونس التي أسسته القيادية السابقة في الحزب سلمى اللومي.