اختتم مجلس نواب الشعب في جلسته المنعقدة يوم أمس انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه الاثنين، وقد تم انتخاب راشد الغنوشي عن حركة النهضة رئيسا للبرلمان وسميرة الشواشي عن حزب قلب تونس نائبا أول وطارق الفتيتي النائب المستقل عضو كتلة الإصلاح الوطني نائبا ثانيا. وقد اعتبر المتابعون للشأن السياسي أن المشهد الذي أفرزه التصويت في البرلمان وضّح وبصفة كبيرة ملامح الحكومة المقرر تشكيلها كما أماط اللثام عن بعض التحالفات الممكن المضي فيها. من جانبه هنأ عبد اللطيف العلوي النائب عن ائتلاف الكرامة النائب طارق الفتيتي بتنصيبه نائبا ثانيا لرئيس البرلمان قائلا: “هذه هي اللعبة الديمقراطية ونحن نقبل بها ونمارسها وفق أصولها”. وأضاف العلوي في تصريح لموقع “الشاهد” أن صعود الفتيتي فيه تحالفات لا تخفى على أحد بين تحيا تونس وقلب تونس وفيه بشكل مباشر أو غير مباشر مشاركة من حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب على اعتبار أن جزءا منهم صوتوا لفائدة الفتيتي وجزء آخر صوّت بورقة بيضاء، في حين أنهم كانوا أمام استحقاق آخر وهو صوت الثورة المتبقي والذي كان من المفروض أن يحرصوا عليه بقطع النظر عن الحسابات السياسية، وفق تعبيره. واعتبر العلوي أنه من الأجدر تجاهل المصالح الشخصية والثنائية عندما تقتضي مصلحة البلاد شيئا، مشيرا الى أن ما حدث مهم لمزيد كشف تموقعات البعض ولمزيد فضح النوايا السياسية. وفي ما يتعلّق بتأثير نتائج التصويت بالبرلمان على تشكيل الحكومة، أكد النائب أن ما حدث أعطى مؤشرات لابد من قراءتها جيدا، مبينا أن حركة النهضة ستعتبر أنها معنية بتشكيل الحكومة ورئاستها وستنطلق من هذا المشهد وستكون الأطراف التي دعمتها في البرلمان معنية اكثر من غيرها بالنسبة للحكومة. وقال المتحدّث: “اصبحنا في وضع أكثر تأزما وتعقيدا بالنسبة لما يسمى بالخط الثوري أو ما يحسب عليه.. العلاقة والثقة انكسرت اكثر وتراجعت الشيء الذي سيؤخر بنا في مسألة تشكيل الحكومة كما فتح أبوابا ومنافذ أخرى نحو تحالفات كنا نرفضها ومازلنا نرفضها ولن نكون طرفا فيها”. تجدر الإشارة إلى أن رئيس كتلة الائتلاف الوطني سيف الدين مخلوف هنأ أحزاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب وقلب تونس والحزب الدستوري الحر بفوز “مرشحهم” طارق الفتيتي، وفق تعبيره، في انتخابات النائب الثاني لرئيس مجلس النواب. وأشار مخلوف إلى تحالف الأحزاب المذكورة لانتخاب الفتيتي الذي تحصل علي 93 صوتا مقابل 74 صوتا لمرشح ائتلاف الكرامة الدكتور يسري الدالي، كما لمح إلى أن تصويت حركة الشعب والتيار بمثابة الخيانة لناخبيهم مؤكدا في المقابل أن ائتلاف الكرامة “لا يبيع ولا يخون ناخبيه”.Masquer ou signaler ceci