يبدو أنّ كتلة الإصلاح الوطني التي يرأسها حسونة الناصفي وتجمع نوابا عن نداء تونس ومشروع تونس وأفاق تونس والبديل التونسي ومستقلين تتجه إلى تشكيل حزب يجمع ما يعرف بالعائلة الوسطية التقدّمية الحداثية بعد فشل تجميع هذه العائلة قبل الانتخابات الفارطة. ورغم أنّ هنالك صعوبة في تجميع الشخصيات التي تقود هذه الأحزاب على غرار مرزوق والمهدي جمعة وحافظ قائد السبسي وياسين إبراهيم فإنّ النيّة تتجه نحو سحب البساط من تحت هؤلاء وتكوين حزام سياسي لهذه الكتلة من قيادات الصف الأول بالأحزاب ومستقلين. وذكرت مصادر إعلامية أنّه حدث تململ داخل حركة مشروع تونس من تأسيس الكتلة وخاصة من رئيسه محسن مرزوق فيما دعّمت مجموعة من القيادات جهود حسونة الناصفي في هذا التوجّه على غرار الصادق شعبان وسليم التلاتلي وعبد الرؤوف الشريف وزير الصحة المستقيل في حكومة الشاهد والعميد فاضل محفوظ وسمير بشوال. وتشير بعض المعطيات إلى رفض محسن مرزوق للانفتاح بشأن مشاورات تشكيل الحكومة القادمة مقابل انفتاح حسونة الناصفي ومن ورائه نواب الكتلة على الحوار مع مختلف الأطراف خاصة مع اختيار رئيس حكومة غير منتم لحركة النهضة. كما يروج أن قيادات أخرى منتسبة لما يسمى التيار الوسطي التحقت بهذه المبادرة السياسية التجميعية على غرار الأخوين اللومي فوزي وسلمى وفوزي عبد الرحمان وحافظ الزواري وعلي الحفصي وآخرون. وستكون كتلة الإصلاح الوطني في منافسة مع حزب تحيا تونس في علاقة بتجميع العائلة الحداثية الدستورية خاصة وأن سليم العزّابي صرّح في أكثر من مناسبة أنّ الحزب سيطلع بهذه المهمّة ويبدو أن اتجاهه للبقاء خارج دائرة الحكم هو جزء من هذا التوجّه. وبيّن تمسّك بعض الزعامات في هذه الأحزاب بالقيادة وتوق القيادات الوسطى وبعض قيادات الصفّ الأوّل إلى التوحّد وإعادة تشكيل هذه العائلة في حزب واحد كبير فإنّ كتلة الإصلاح الوطني وتحيا تونس سيكونان في مواجهة قد تؤول إلى محاولة فاشلة من جديد، يتطلّع أبناء العائلة الوسطية إلى إعادة إنتاج نداء تونس على مقوّمات قوية في ظلّ غياب شخصية قادرة على التجميع فضلا عن فشل الآليات الديمقراطية في حسم الخلافات داخل هذه الأحزاب.