مدفوعة بضعف نتائجها في الانتخابات التشريعية الماضية ،وبتشتت نوابها في البرلمان ،تسعى القوى الوسطية الى تأسيس حزب يجمع شتاتها ويعيد لها نفوذها ،حزب من المنتظر ان يتم الإعلان عنه يوم 20 مارس 2020 ، ترابطا برمزية هذا التاريخ. تونس -الشروق تكتّم كبير ،يميّز مشاورات يقودها عدد من قيادات لاحزاب في سياق تشكيل حزب سياسي جديد ، من المنتظر ان يجمع عددا من الأحزاب الوسطية ،ذات المرجعيات الفكرية المتشابهة ، وهي محاولة لملء الفراغ الذي تركه انهيار حزب النداء ، وفشل حركة تحيا تونس في ان تكون وريثا شرعيا للنداء . التوازن السياسي البحث عن التوازن السياسي مع حركة النهضة ، ونتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي كانت انعكاسا طبيعيا لتشتت الأحزاب الديمقراطية التقدمية ، دفع الى التفكير في اطار جامع يعيد تشكيل ملامح المشهد السياسي في تونس في سياق توازن القوى و» الندّية « مع حركة النهضة . خارج اطار حزب «قلب تونس « الذي تشكّل على عجل وتمكّن من احراز المرتبة الثانية ،تسعى أحزاب أخرى الى تأسيس حزب قوي وجامع ، ومن هذه الأحزاب حركة مشروع تونس وحركة نداء تونس والبديل والحزب الدستوري الحر ،افاق تونس وبعض الشخصيات السياسية التي تنتمي الى حركة تحيا تونس إضافة الى شخصيات وطنية تنتمي الى العائلة الوسطية . كتلة الاصلاح الاطار الاولي الجامع لهذه الأحزاب ، هو كتلة الإصلاح الوطني التي تم تجميع عدد من النواب داخلها ،بانتماءات حزبية مختلفة ، ويمكن اعتبار كتلة الإصلاح التي يقودها حسونة الناصفي النواة الأولى لتشكيل هذا الحزب ، وهي ذراعه التشريعي ، ومساحة اللقاء الأول بين نواب هذه الأحزاب ، فمناقشة وجهة تصويت نواب هذه الكتلة توفّر مساحة نقاش هام سيساعد بشكل كبير على تشكيل هذا الحزب . عوامل كثيرة تدفع في سياق تأسيس هذا الحزب ، الذي أصبح ضرورة ملحة ولم يعد خيارا ، خاصة وان تمثيلية الأحزاب الوسطية ضعيفة اذا ما تم حسابها بمنطق تمثيلية كل حزب بشكل منفرد ، اما اذا ما تم تجميع نواب كل الأحزاب فان الكتلة البرلمانية التي يمكن تشكيلها ، ستفوق حتى كتلة حركة النهضة الأولى في ترتيب المشهد البرلماني . 87 نائبا عملية التجميع هذه تحدث عنها رئيس كتلة الإصلاح حسونة الناصفي ، الذي تُراهن عليه عديد الشخصيات الوطنية في عملية التجميع باعتبار علاقاته الجيدة بكل الأطراف وتميّز مساره النيابي منذ سنة 2014 ،قال في تصريح اعلامي "نطمح أن نصل إلى 87 نائبا « وعن إمكانية انضمام الحزب الدستوري الحر قال « لا توجد مشكلة في الاتفاق مع الحزب الدستوري الحر.. لا مستقبل لمشروع تونس بمفرده أو تحيا تونس بمفرده.. إلا في إطار عائلة سياسية موحّدة، ولا أفضل من المرحلة الحالية للإصلاحات والقراءة النقدية". عوائق التجميع عوامل عديدة تدفع في سياق تأسيس الحزب الجديد ، لكن الأرضية السياسية التي تقف عليها المشاورات لا تحمل تفاصيل إيجابية فقط ، بل يمكن القول إنها مليئة بالالغام ،فزعماء هذه الأحزاب كل منهم يبحث عن تموقع يضمن له البقاء في دائرة الضوء وفي الصف الأول . صراع الزعامات يلقي بظلاله على هذا المشروع ويمكن ان يتسبّب في تعطيل واشكالات كبرى قبل الإعلان عنه رسميّا ، وهو ما يمكن ان يُحدث انقسامات داخل الأحزاب المعنية بمشاورات تشكيل هذا الحزب ،خاصة وان المواقف داخل هذه الأحزاب ليست موحدة بل منقسمة بين راغبين في المحافظة على هوية حزبهم الأصلي مهما كان حجمه ومهما كانت شعبيته ودافعين في سياق ضرورة الانصهار في حزب يجمع كل الأحزاب القريبة فكريا . اسبقية الكتلة على الحزب من الإشكالات الأخرى التي تواجه هذا المشروع الجديد ، التمشي العكسي في تشكيل الأحزاب ، فالمسار الطبيعي يقوم على تأسيس حزب ثم المشاركة في الانتخابات وتشكيل كتلة برلمانية ، في حين سيتخذ هذا الحزب مسارا عكسيا ينطلق بتشكيل كتلة نيابية ثم تأسيس الحزب وهو مسار اثبت عدم جدواه سابقا ، وتجربة كتلة الائتلاف الوطني وحركة تحيا تونس أبرز مثال على ذلك . شخصيات ستنضم للمشروع من الشخصيات التي من المنتظر ان تنضم الى هذا الحزب ، الصادق شعبان ،سليم التلاتلي ،عبد الرؤوف الشريف ،فاضل محفوظ ،سمير بشوال ، فوزي اللومي ،سلمى وفوزي عبد الرحمان .