بعد صراعات دامت لأشهر، يلاحظ المتابع للشأن السياسي في تونس تقاربا واضحا بين التيار الديمقراطي وحزب تحيا تونس الذي يرأسه يوسف الشاهد في إطار دعم إلياس فخفاخ الذي كلفه رئيس الجمهورية قيس سعيد بتشكيل الحكومة. تقاربٌ أثار استغراب التونسيين خاصّة وأنّ حزب التيار الديمقراطي عرفُ بتصريحات قياداته العدائيّة تجاه يوسف الشاهد، إذ سبق أن وصفته القيادية بالتيار سامية عبو في أكثر من مناسبة وفي مداخلاتها الناريّة بالبرلمان بالفاشل والفاسد فيما اكد زوجها محمد عبّو في وقت سابق أن المكان الطبيعي ليوسف الشاهد هو السجن. الاتفاق حول دعم الياس الفخفاخ، لم يكن الاتفاق الأول للحزبين، إذ سبقه في ذلك تلاق في المواقف وربّما تدبير لإسقاط حكومة الجملي في الساعات الأخيرة قبل إعلان تشكيلها، حيث أعلن آنذاك حزب تحيا تونس عدم رغبته في المشاركة في حكومة الجملي بعد ساعات قليلة من بيان نشره التيار الديمقراطي يحمل نفس القرار. ولئن بدا هذا التقارب واضحا للعيان، إلاّ أنّ قيادات التيار الديمقراطي نفوا ذلك، مشيرين إلى أنهم يرفضون الالتقاء مع يوسف الشاهد. وأكد النائب في البرلمان عن التّيار الدّيمقراطي ورئيس الكتلة الدّيمقراطية، غازي الشواشي، أنّ اختلافهم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس تحيا تونس، يوسف الشّاهد ما زال قائما. وأضاف غازي الشواشي في حوار لإذاعة شمس أف أم أمس الثلاثاء، أنّهم يعتبرون أنّ الشاهد هو المتسبب في الفشل ولن يقبلوا به في أي منصب في الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنّهم دخلوا في تنسيق وبعض المشاورات مع حركة تحيا تونس في علاقة بتشكيل الحكومة لأنّ التّونسيين هم من انتخبوها والنّظام السّياسي في تونس يفرض تشكيل حكومة ائتلافية. في المقابل، أعلن حزب التيار الديمقراطي عن ترحيبه بقرار تعيين الياس الفخفاخ رئيس مكلف بتشكيل الحكومة رغم أن حزب تحيا تونس هو الحزب الوحيد الذي اقترح الفخفاخ لتولّي هذا المنصب.