قبل أياّم قليلة من سقوط حكومة الجملي وتحديدا ليلة 7 جانفي راجت في الوسط السياسي أنباء عن تصالح بين رئيس قلب تونس نبيل القروي ورئيس حركة تحيا تونس يوسف الشاهد، تصالحٌ تمّ بمقتضاه الاتفاق حول إسقاط حكومة الرئيس المكلف الحبيب الجملي والاستعداد للمرور لحكومة الرّئيس، ثم أعلن نبيل القروي تشكيل جبهة برلمانية تضمّ 93 نائبا بينهم كتلة حزب تحيا تونس. اتّفاق كان يتوّقع أن يوسّع حظوظ حزب قلب تونس وأن يدعم قوّته التفاوضية وتوسيع حقائبه الوزارية في حكومة الرئيس، قبل أن يصطدم القروي وحزبه بحقيقة صادمة تمثلت في استثنائه من مشاورات حكومة إلياس الفخفاخ، الشخصية التي رشحها حزب تحيا تونس ورحبّ بها رئيس الجمهورية قيس سعيد. واليوم الجمعة أعلن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الياس فخفاخ خلال ندوة صحفية أنّ حزب قلب تونس لن يكون ضمن فريقه الحكومي. اختيارٌ أرجع الفخفاخ أسبابه إلى الرسالة التي وجههها ناخبو الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية إلى النخبة السياسية عبر اختيارهم لقيس سعيد بما يقارب ثلاثة مليون صوت، وهو التمشي الذي اعتمده في المشاورات التي انطلق في إجرائها بداية الأسبوع الجاري. خبرٌ من المنتظر أن يتلقاه حزب قلب تونس باستنكار شديد، خاصة وأنه قد أعلن وعلى لسان نائبه عياض اللومي أنه يريد الحكم وسيفعل ما يجب فعله ليكون فيه. ويؤكدّ مراقبون أنّ ما بدا في ظاهره تصالحا بين القروي والشاهد ما هو الاّ عمليةّ لإيقاع القروي في فخّ يوسف الشاهد، المعروف بمناوراته السياسية والذي استدرج القروي إلى خيار “حكومة الرّئيس” ثمّ انخرط في مسار إقصائه منها. وكان الإعلامي برهان بسيس تحدّث عن هذه المسألة في إطار مداخلة إذاعية قال فيها إن رئيس قلب تونس نبيل القروي وقع في مصيدة يوسف الشاهد الذي تحدث عن تحالف في مواجهة النهضة والتيار الثوري. وتابع برهان بسيس: “قلب تونس هو الخاسر الأكبر باختيار الفخفاخ وتجاهل حكومة الجملي وعدم التفاوض بجدية حولها جعلته يتحمل مسؤولية الإخفاق”. واتهم بسيس بطريقة غير مباشرة يوسف الشاهد بتوريط نبيل القروي قائلا “في السياسة لا يوجد تحالف دائم”.