لا شكّ أنّ الشعب التونسي تعامل مع وفود فيروس كورونا إلى البلاد بحرص وحذر ووعي لم يسبق له مثيل على المستوى العربي، من خلال نشر دعوات التحذير وسبل الوقاية من الفيروس المستجد، إلاّ أنّ هذه الدعوات وعلى تميزها، فإنّ بعضها خرج عن نطاق التوعية المعقولة إلى رحاب التشهير بالمشتبه بحملهم الفيروس أو حتى الذين عادوا مؤخرا من دول أجنبية ولم يلتزموا قواعد الحجر الصحي، لتجد اسماءهم ووجوهم منتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي تحت يافطة “احذروا منهم”، في توجّهٍ يسيء لكرامة الانسان والذات البشرية وربّما يجرّمه القانون. ومؤخرا انتشرت دعوات كثيرة في الفضاء الأزرق واتجه البعض نحو إحداث مجموعات من قبيل “معا ضد كورنا”.. “معا للتوعية”، لكن هذه المجموعة ورغم بعدها الرمزي الهادف والإيجابي إلا أنّها تضمنت دعوات خطيرة من قبل الدعوة إلى أحداث لجان في الأحياء لمراقبة المواطنين والتحذير من السلوكيات الخطيرة. وكتب أحدهم “عندي طريقة استعملناها في الثورة هي لجان الأحياء لماذا لا نعيدها؟ لتوعية بعضنا اكثر ولمساعدة الغير”. آخرون لم يتردّدوا في التشهير بالمواطنين الذين عادوا من دول أجنبية والتي انتشر فيها الوباء، عبر نشر تدوينات بغرض فضحهم. وعلقت إحدى المواطنات “سيدة من نفطة تكلمت في موزاييك قالت هناك 34 عائدين من الخارج لم يمتثلوا للحجر الصحي”. فيما استنكرت أخرى القيام البعض بحفلات الأعراس في هذا الوقت داعية إلى تأجيلها، حيث علقت قائلة : “حياتنا أهم من عرابنكم قلنا #شد_دارك مش أعمل عرس” في المقابل، يرى مراقبون أنّ هذه الدعوات تكتسي خطورة وربما تؤدي إلى نتائج وخيمة من قبل العنف المادي، ناهيك عن الأضرار النفسية التي من الممكن أن تلحق بالمواطنين الذي يقع التشهير بهم عبر نشر صورهم في الفضاء الافتراضي دون مراعاة خصوصياتهم، داعين التونسيين إلى ابلاغ السلطات في حال الشكّ في شخص لم يمتثل للحجر الصحي دون التشهير به وتعريضه للخطر. يذكر أن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أعلن امس الاثنين في كلمة موجّهة للشعب التونسي أنّ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجّلة في تونس بلغ 24 حالة. وأعلن الفخفاخ بالخصوص عن إقرار العمل بنظام الحصّة الواحدة بزمنين مختلفين وإغلاق الحدود البرية والجوية إضافة إلى جملة من القرارات الأخرى.