لم يكد الجدل التي أثير حول رفض سكان بولاية بنزرت دفن متوفاة بفيروس كورونا يهدأ، حتّى تكررت اليوم الأحد واقعة أخرى لا تقل عن الأولى فظاعة. وتمثلت تفاصيل الواقعة في اعتراض عدد من متساكني حي الجلاء بمنطقة مجاز الباب عن دفن متوفى بفيروس كورونا، حسب ما أكده رئيس بلدية مجاز الباب جلال قريرة. وأفاد رئيس البلدية بأن عددا من سكان المنطقة تجمعوا صباح اليوم للتعبير عن رفضهم عملية الدفن في المقبرة المذكورة، متابعا ” الإشكالية تكمن في تموقع المقبرة وسط المدينة العتيقة وتتوسط عدة منازل وعبر المتساكنون عن رفضهم لعملية الدفن”. وأكد جلال قريرة أن المتوفي يقيم بالخارج وكان سيدفن في مجاز الباب بطلب من المستشفى، مؤكدا أنه رحّب بالفكرة لأن المقبرة من حق الجميع وتم القيام بجميع الإجراءات في هذا الغرض. وتقدم رئيس البلدية باعتذاراته لعائلة المتوفّى، متابعا في هذا الإطار “التخوف من عملية الدفن غير مبرر بالمرة، لأنه تم اتخاذ جميع التدابير المعمول بها.'، وأضاف أنه تم الاتفاق على دفنه في منطقة السلوقية. ولفت رئيس البلدية إلى أن جثمان المتوفى ما زال في مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة، نظرا لوجود إشكالية تعلقت بعملية نقله، داعيا سلط الإشراف على غرار وزارة الداخلية إلى التدخل لتسريع نقل الفقيد ودفنه. وأثارت هذه الحادثة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن استنكارهم من هذه السلوكيات التي تنمّ عن الجهل والتخلف، داعين السلطات إلى أخذ التدابير الملائمة للتصدي لهذه التصرفات التي وصفوها “بالخطيرة”. وعلق الإعلامي نبيل الشاهد، قائلا: “عندما يصل الهوان والضعف بالدولة إلى العجز عن دفن ضحية لفيروس كورونا بسبب هوجة ضد دفنه.. الجهل والعنترة أخطر من الكورونا !” وعلق آخر قائلا: “وزارات السيادة” عاجزة عن تطبيق القانون”. وانتقد وزير الشؤون المحلية لطفي زيتون اليوم الأحد بدوره ما قام به الرافضون لدفن ضحايا كورونا مشيرا إلى أن كل البلديات في تونس حريصة على تنفيذ إجراءات دفن ضحايا فيروس كورونا وفق الإجراءات والتدابير ومع احترام كل المتطلبات الدينية للمتوفى. وقال زيتون ، إن من واجب الدولة المحافظة على كرامة مواطنيها أحياء وأمواتا، منتقدا رفض بعض المواطنين لدفن موتة كورونا في جهاتهم، معتبرا أن المتوفى بكورونا يعاقب مرتين، مرة بالفيروس القاتل ومرة من الإهمال والامتهان والرعب من تكريمهم بالدفن، بينما السلطات الصحية والمحلية تقوم بالواجب مع اتخاذ كل الاحتياطات. وليست هذه المرة التي تقع فيها هذه الحادثة في تونس، حيث سبقتها أخرى في بنزرت اين احتج عدد من الأشخاص في ولاية بنزرت، ضد دفن إحدى ضحايا فيروس كورونا المستجد، خوفًا من تسرب العدوى إلى الحي السكني المجاور للمقبرة.