لا لسان لرجال القلم. إلاّ لسان القلم. وألسنة الأقلام من ألسنة أصحابها ففيها الصادق. وفيها السفيه. وفيها العاقل والمتخلّق وفيها الجاهل المتهور. وفيها المعتدل المتزن. وفيها المتسرع المتطرف. وفيها المداح. والذمام. وفيها الطبال والزكّار وفيها الشطّاح والرقّاص. وفيها «البزناس» وفيها الوسواس الخنّاس. وفيها المفيد. وفيها البليد. وفيها المغرور وفيها المسحور وفيها المأجور. وفيها المغطّى. وفي الأقلام أنواع. ومنها قلم الرصاص. والقلم الجاف والقلم المائع. وأشهر الأقلام وأحبها عند الصغار هي أقلام الزينة. وأكثرها هيبة وتقديرا واحتراما هو قلم التحقيق أما أكثرها إثارة للقلوب والنفوس والحواس الخمس فيبقى دون منازع هو «قلم الشفّة». والقلم في الميدان التجاري يعني القطاع، فيقال هذا قلم مربح. وذاك قلم مفلس. وما بين الربح والخسارة تتأرجح الأقلام. وفي لجهتنا العامية فهنالك من يسمي القلم «لابز». ولهذا لا غرابة إن قرأت شعرا. أو نثرا و مقالا أو كتابا ووجدته «امْلبّزْ» ولا غرابة إن كان صاحبه «لُبزة». وأما في عامية أشقائنا المصريين فينطقون القلم «الألم» وهم صادقون في ما ينطقون حتى وإن كانوا لا يقصدون. فالقلم هو الألم فعلا عند الشريحة التي قال في شأنها نزار قباني. ما الشعر. ما وجع الكتابة ما الرؤى فأولى ضحاياهم هم الكتّاب عند ذي العقل الذي يشقى في النعيم بعقله حسّا ووعيا وإدراكا وغربة وهو يرى أخا الجهالة في الشقاوة ينعم ب«اللابز» طبعا. وكم من «قلم شفّة» ارتقى بصاحبه قفزا إلى العلياء بجرّة «لابز».