تداولت ووسائل الإعلام والوسائط الإفتراضية حدثين اثنين هما ذكرى اغتيال شكري بلعيد والإحتقال بالدستور فما حظ كل من الحدثين وكيف تناولته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة؟ أما عن ذكرى اغتيال زعيم الوطنيين الديمقراطين ذي الخلفية الشيوعية فقد تلبدت سماء الأوراق المكتوبة بشرح الحادثة وأطنبت في بيان أسبابها ومآلاتها وحقّ لها أن تشرح لأنه حدث جلل ونقطة من النقاط السوداء في تاريخ تونس وطفقت الإذاعات والتلفزات والمواقع الإلكترونية تتحدث عن الحدث وعن تأثيراته حتى المبالغةحتى وصل بأرملة بلعيد أن عابت على الذين سيحتفلون بالتصديق على الدستور الذي صوت عليه نواب الشعب كادت تبلغ الإجماع. حيث قالت بالحرف الواحد"لا أوافق على هذا الرأي لأن تفاعل الناس مع برمجة الرئيس المنصف المرزوقي تنظيم موكب رسمي بحضور رؤساء دول وحكومات يوم السابع من فبراير يوضح أن الكل مدرك للمسألة، وممتعض من تنظيم رئاسة الجمهورية، وبشكل أعتقد أنه متعمد، تظاهرة كبرى في نفس الوقت وهذا يؤكد أن شكري بلعيد يقلق حيا وميتا. وأرى أنه كان من الأفضل تقديم أو تأخير موكب الاحتفال بالدستور." وفي المقابل ترى إشارات محتشمة إلى الحدث الوطني العظيم وهوالإحتفال بالمصادقة على الدستور الذي أجمع أغلب التونسيين أنه يلبّي أغلب آمالهم وهو بالفعل دستور الثورة وحتى ما كتب عن الإحتفال يوم السبت المقبل فعرض بصورة تهكمية من أنه من قبل الرئيس "المؤقت" المرزوقي الذي "يجب عليه أن يستقيل إذا فكر في الترشح" ولولا الخشية من الإطالة لسردت عديد الشواهد على ذلك ولسائل أن يسأل :ألم يغتال بلعيد من أجل هذه المحطة المهمة من تاريخ تونس؟ أم أن ذكرى قتله أولى من الشأن الوطني العام ألم يرفع الذين ينفخون في كير الفتنة باسم المغدور بلعيد شعارا مفاده أن" مصلحة تونس فوق الجميع" أم أن الجذب الإيديولوجي سيطر على البعض فأصبحوا يعقدون الندوات الصحفية يرفعون فيها شعار التدويل والمطالبة بالحجر عن السفر لرجالات من تونس تحت تصفيق بعض الصحفيين الذين أنستهم النشوة بالخبر قدسية الحياد؟ إنه العمى الإيدولوجي والإنتهازية المقيتة التي تتاجر بدماء الشهداء. أقول للذين يسعون اهتبال اللحظة واقتناصها دون التفكير في انعكاساتها على الشعب وعلى الوطن بأسره سياسة وتنمية وازدهارا ،إما أنكم تحسدون الشعب على إنجازه العظيم فلسان حالكم يقول لا لفرحة للشعب لأن جراحنا من أثر الصدمة الإنتخابية الأولى لم تندمل بعد ولا نريد أن تنكأ من جديد بفرحة الدستور ،وإما أنكم لا تحبون إلا أحزابكم ورؤاكم وتوجهاتكم وتسعون لفرضها ولو بإثارة الفوضى الخلاقة "فلا استقرار لتونس حتى نحقق أهدافنا ونزيح خصومنا ويتم إقصاؤهم من الساحة السياسية تماما" وذلك بتلفيق التهم وربط اغتيال بلعيد والمرحوم البراهمي بهم حتى ولو وقع تدويل القضية فإن كانت الغاية عندكم تبرر الوسيلة فأزعم ان الشعب في قطاع واسع منه لم يعد يصدق ما تهرفون و ما تحلمون به. رحم الله شهداء الثورة وداوى جرحاهم وتحيّة لتونس بإنجازها العظيم :"الدستور" وهو منجز يبقى فوق الأحزاب والأشخاص وهو جدير بأن يحتفل به. عبدالله النوري