«من مارسيل خليفة الى الرفيق شكري بلعيد: ايها الجميل، حين استولى عليهم جنون الحقد رفعوا الوحل يلطخون به ثوبك..» بعض من محتوى رسالة التأبين التي كتبها الفنان الكبير الى الشهيد شكري بلعيد مثل عدة ردود فعل أخرى نعرضها عليكم. تم تداول رسالة التأبين التي كتبها مارسيل خليفة بكثافة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد جاء فيها أيضا: «إن نور الصباح أغشى عيونهم المحمّرة بفجور الليل وتعالت أنفاسهم المحرقة على أريج الياسمين الأبيض، إيه ايها الصديق، انهم في جشعهم الكريه قد هجموا على خزائنك لكي ينهوا ما لديك، ولكن عبء الغنائم كان ثقيلا، أثقل من قدرتهم على حمله أيها الرفيق لقد تفجّر صفحك في عواصف ألقت بهم الى الأرض وتعثّرت أسلابهم في التراب، لقد كان غفرانك في مطر الدم وفي لون الشروق الخضيب الغاضب، وحين طلبت اليك تونس الشعب ان تصوغ من حياتها نموذجا مقتبسا من قلبك، رأتك تتناول نارك وقوتك وحقيقتك ونعمتك وسلامك. مع كل الحب. تخوّف في مصر
هذا وقد تداول عديد المثقفين والفنانين في الوطن العربي خبر اغتيال الفقيد شكري بلعيد واختلفت التعاليق من فنان لآخر الا ان جميعها نددت بهذا الاغتيال ووصفته بأوصاف عديدة. فالممثلة التونسية المقيمة بمصر، هند صبري كانت من الأوائل الذين عبّروا عن حزنهم الشديد على اغتيال المناضل شكري بلعيد، فكتبت على صفحتها الخاصة على «الفايس بوك» بعد اغتيال شكري بلعيد... اقرؤوا الفاتحة على تونس»، معبّرة على كونها تبكي دما على اغتيال الفقيد. أما الفنانة درّة زروق المقيمة بدورها في مصر، فقد أعربت عن غضبها في هذا الخصوص وأضافت «الله يرحم شكري بلعيد» متسائلة «هل هذه هي نقطة اللاعودة»؟ كما دعت درة زروق الشعب التونسي للدفاع عن كرامته مرة أخرى بكل مرارة وتصميم، على حد تعبيرها.
في مصر أيضا اختار النجم المصري خالد النبوي التعبير عن موقفه من اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد بالقول: «وبدأت الاغتيالات في تونس» قول في الواقع قد يخفي تخوّفا على الوضع في مصر جاء واضحا في تصريح السيناريست والمخرج المصري عمرو سلامة الذي رأى أن ما حدث في تونس من فتح باب الاغتيالات السياسية، منعطف خطير وبداية لحمام دم، مبديا في ذات الحديث تخوّفه من أن تحدث اغتيالات سياسية في مصر حين قال: «كل الأسى والحزن عليهم وكل الخوف علينا من أن نلحق بهم».
وكما هو معلوم، في الساحة الفنية والثقافية ببلادنا عم الحزن الشديد، وألغيت التظاهرات الثقافية وعبّر عديد المثقفين والمبدعين عن هذا الحزن وعن قراءاتهم للمستقبل السياسي للبلاد سواء في تصريحاتهم ل «الشروق» أو لوسائل الاعلام الأخرى مكتوبة ومرئية ومسموعة والكترونية بالاضافة الى مشاركاتهم على المواقع الاجتماعية. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أعربت المطربة التونسية يسرى محنوش نجمة «ذي فويس» عن حزنها لفراق تونس أحد أبنائها البواسل، وكتبت على صحفتها الرسمية على«الفايس بوك» قائلة: «إنا لله وإنّا اليه راجعون» ولا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم... ربي يحميك يا تونس الغالية ويحمي كل من يجري في عروقه الدم التونسي». وتابعت: «رحم الله السيد شكري بلعيد مؤسس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد وأحد مؤسسي الجبهة الشعبية بتونس».
وتجدر الاشارة الى أن يسرى محنوش حلّت ضيفة على برنامج «كلام الناس» على قناة التونسية في فترة ليست بعيدة، في نفس الحلقة التي استضاف فيها البرنامج المناضل شكري بلعيد وقد غنّت يسرى صحبة السيد شكري بلعيد آنذاك أغنية الفنان ناظم الغزالي: «ميجانة» والتي كانت آخر أغنية قدّمتها في «ذي فويس». أسى ونداء في المغرب
وكما أسلفنا الذكر، التفاعل مع هذا الحدث المأسوي ليس في تونس فحسب وإنما في الوطن العربي عموما ففي المغرب أعرب مثقفون محسوبون على الصف اليساري عن مشاعر الأسى والحزن وذلك في نداء بادر الى توقيعه كل من الباحث الأمازيغي أحمد عصيد، والكاتب