أصدرت السيدة نجيبة الحمروني يوم الاثنين 10 فيفري 2014 الموافق للحادي عشر من ربيع الثاني 1435 بيان في شكل إنذار للإعلامي سمير الوافي طالبته بالعودة الفورية الى بيت الطاعة والا فقد انذر من اعذر ، البيان المذكور لم يكتفي بتهديد سمير الوافي وإنما استنفر هيئة الاتصال السمعي البصري ودعاها الى تحمل مسؤولياتها بالتصدي الى الوافي وما يقدمه من اخلالات واضحة وخطيرة على المتلقي وعلى تونس . ومن الطبيعي ان الشعب كان تعود على كلمة خطيرة على تونس ، ويسىء إلى تونس ، ويحط من شان تونس في المحافل الدولية ، ونال من سمعة تونس .. والى ذلك من مصطلحات منظومة المخلوع ، لا عجب ، فمن قال ان نقابة الصحفيين قطعت مع شرايينها ومورد ثقافتها ، واصلا من وطد ملك الديكتاتور الفار غير هذه الأقلام المسكونة بهواجس الرق والعبودية المرعوبة من فكرة بقاء تونس بلا طاغية جبار. أما مسالة الخوف على المتلقي وما تحمله من وصاية منبوذة على شعب صنع ثورة مجيدة ، هذه الكلمة التي تشبه بل تتطابق مع خلايا الانقلاب الذين اتهموا الشعب بالقصور والعجز عن اختيار الاصلح لتونس ، وادعوا انه قام بتوريط البلاد عبر اختياراته الكارثية خلال استحقاق 23 أكتوبر 2011 ، الادعاء بالخوف على المتلقي لا شك انه يفتح على هؤلاء ابواب الجحيم ، فكيف تحاملوا على جرائمهم القديمة وتجاوزوا جميع حواجز الخجل و استطاعوا القول انهم يخافون على الشعب من حلقة لبرنامج يتناول مسالة حينية ملحة في البلاد ، ولم يخشوا من ان تلاحقهم اسئلة اقلها اين خوفهم على المتلقي حين كانت الفضائيات تضخ الفتنة بالليل والنهار وتقرع طبول الحرب وتجهز للانقلاب ؟ اين كان خوفهم حين احيت بعض الفضائيات الليالي الحمراء بمناسبة رأس السنة "الرفيون" ، اين كانوا حين كانت ثوابت الشعب تنتهك من على المنابرالاعلامية والإيحاءات الجنسية المفضوحة تتابع امام الأسر . لان العناصر التي تاثث النقابة لم تتعود على الإعلام النزيه العميق ، ونمت وترعرعت على اعلام التوجيه والاستهداف والدسيسة وتلفيق ، ولان المشهد الإعلامي في تونس ما قبل الثورة كان يلقم من طرف بن علي ثم يطلق على المعارضة الجادة والمناضلين الشرفاء ، ولان المشهد ما بعد الثورة اصبح يلقم من طرف ازلام بن علي ثم يطلق على الشرعية الشعبية ومنظومة 23 اكتوبر لتدميرها ، لان ذلك كذلك يصعب على المجموعة التي ترعرع أعضائها على ثقافة هناك أن يتأقلموا مع ثقافة هنا. بعض العقليات التي مازالت مسكونة بإعلام المخلوع ومطبوعة بإعلام الإغريق تأبى التفريق بن دور الإعلام ودور البوليس السياسي والمخابرات والداخلية ، ويرغبون في تحويل التخليق الإعلامي وما تحفه من مجازفات وإبداع وتنوع وسبق وأمانة ، الى جهاز لتشويه هذا وسب ذاك ومدح وتبجيل أولائك ، ليراجع هؤلاء علاقات الاعلام بالقاعدة وزعيمها احد أكثر القضايا خطورة في العالم ، وليستوعبوا ما قدمه الإعلامي الباكستاني اورده مير وصحيفة " دون" الباكستانية الناطقة بالانجليزية وصحيفة وان الناطقة بالاوردية وما قدمه عبد الباري عطوان وصحيفة القدس العربي ، ثم ليتابع كيف تصدى صحفي "CNN" لمحاولات الابتزاز التي قامت بها المخابرات الامريكية والبوليس الفيدرالي ، وكيف اصر بيتر بيرجن على تقديم حوار بن لادن الذي اجراه سنة 1997 كاملا وغير منقوص ، لقد قال بيرجن حينها "انا الان في خدمة الرسالة الإعلامية ، عندما التحق بالثكنة في صفوف الجيش الامريكي ساقوم بما تريدون عن طيب خاطر" ، وما قام به العديد من الصحفيين الأمريكيين والبريطانيين المسيحيين او الملحدين على غرار ستيف كول ، لورانس رايت و جاسون بيرك ، الذين مارسوا عملهم بمهنية ولم ينحدروا لرؤية نجيبة ونقابتها وقدموا مادة محايدة لمجتمعاتهم احتراما لعقولهم وتركوا الفرصة كاملة للقراء والمشاهدين لهضم الحقيقة بسلاسة واستخراجها بقناعة دون المؤثرات المسقطة والسمسرة الوقحة. لعل العبارة الفجة التي تلفظ بها احدهم في سياق طعنه على سمير الوافي تغني عن النص الذي تقدم وتقدم الجواب الشافي وتأشر لنوعية الإعلام الذي ترغب فيه السيد نجيبة ونقابتها المبجلة : "جوه فرصتين وضيعهم "الب.." لا هنتل المرزوقي ولا هنتل الغنوشي".