كالعادة لا تخفى شاردة و واردة على الشعب التونسي الذي أصبح يتابع بانتباه كل البرامج التلفزية المفيدة و المضرة بالصحة و يقف عند كل الحيثيات.... جملة قالها احمد نجيب الشابي للإعلامي سمير الوافي في نهاية حصة الصراحة راحة حيث قال له:"أتمنى أن يشاهد طلبة معهد الصحافة هذه الحصة بعد 10 سنوات و يقولون كنا حينه في بداية الطريق و لم يكن لدينا إعلام محترف و الصحافيون في تلك الفترة يكتفون بنقل الشائعات و الأفكار المغلوطة لا لشيء فقط لأنهم لم يتعلموا مرحلة البحث و دراسة كل الخلفيات المتعلقة بالضيف قبل استضافته... الراي العام التونسي حيا هذه الملاحظة و شكر احمد نجيب الشابي على هذا المقترح الهادف و حزم اغلبهم قطعا أن سمير الوافي لم يكن محترفا في عملية ادراة الحوار و التحضيرات المرجعية لأسئلته و تعليقاته الباهتة. في كل مرة يحاول فيها سمير الوافي استهداف احمد نجيب الشابي و المراوغة في استفزازه يفشل و يجد نفسه أمام إجابات مدروسة و مقنعة و الأكثر من هذا تصحيح دقيق لمعلومات سمير الوافي الذي تأكد لنا انه لم يقم ببحث دقيق و موضوعي حول كل التفاصيل المتعلقة بضيفه بل اكتفى بنقل آراء الشارع و بعض الإشاعات التي "فبركها" أعداء احمد نجيب الشابي و يطالبه بالتعليق حولها أو الإجابة عنها في الوقت الذي كان من المفترض ان يستغل سمير الوافي وجود احمد نجيب الشابي و يتطرق معه إلى الحديث عن أشياء أهم بكثير من هذه التفاهات. يبدو أن الشخصيات السياسية التي أفرزتها ثورة 14 جانفي تسعى بقدر الإمكان إلى التواصل مع الشارع التونسي و تكريس حرية الإعلام و مساعدته على تطوير نفسه ولكن المشكل اكبر بكثير من هذا فإعلامنا يرفض التحرر و مازال متمسكا بسذاجة الماضي و غير قادر على التغيير و التأقلم مع معطيات الحاضر لبناء المستقبل.