لا أحد ينكر أن السياحة تمثل ركن أساسي من أركان الاقتصاد التونسي..كما أن القطاع السياحي في تونس يساهم في ترويج صورة تونس بالخارج و مد جسور التواصل مع أغلب دول العالم.. و كغيره من القطاعات..أجمع أهل قطاع السياحة و أصحاب المؤسسات السياحية بأنواعها و جميع المتدخلين في القطاع..على أن القطاع يشهد ركودا حتى أن البعض ذهب إلى وصف حال قطاع السياحة "بالكارثي"، مع التأكيد على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية للنهوض بالسياحة التونسية. بعد الثورة..أولت الحكومات المتعاقبة أولوية للقطاع السياحي مع اتخاذ جملة من التدابير لدعم القطاع و تسخير كل الإمكانيات في سبيل النهوض بالسياحة و تنويع المنتوج السياحي التونسي.. لكن يبدو أن الوزيرة الجديدة آمال كربول، و التي أثار تنصيبها على رأس وزارة السياحة جدلا كبيرا خاصة بعد اعترافها بزيارة تل أبيب، لها رؤيتها "الخاصة جدا" للسياحة…. الوزيرة تسلمت مهامها و دخلت "بقوة" غير عابئة بانتقادات جزء من التونسيين لها..خاصة و أنها أحست-على ما يبدو- أن "الماكينة" الإعلامية و منظومة الدعاية السوداء تساندها و تقدم لها دعم غير مشروط.. كربول فاجأت التونسيين هذه الأيام بما يسمى ب "التظاهرات الثقافية و السياحية بالجنوب" و التي أشرفت على افتتاحها مصحوبة بوزير الثقافة مراد الصقلي.. بعض الصور لهذه "التظاهرات" خلفت عديد الانتقادات و حالة من الغضب لدى جزء من التونسيين..حيث رأى البعض في تلك الصور انتهاكا صارخا للخصوصية الاجتماعية و الثقافية للتونسيين..و محاولة لضرب الهوية التونسية في العمق بدعوى "النهوض بالسياحة".. أصحاب هذا الرأي يؤكدون أن السياحة في تونس لا ترتقي فقط "بفتح الجعة الممتازة" و لا بتلك المشاهد التي لا تراعي أبسط المعايير الأخلاقية..و التي اقترب بعضها من الشذوذ..بل ترتقي السياحة في تونس بوضع تصور متكامل و رؤية إستراتيجية للنهوض بالقطاع.. السياحة التونسية ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد التونسي.. كما أنه من الواجب وضع تصور للنهوض بهذا القطاع الحساس مع البحث عن أسواق جديدة و تنويع المنتوج السياحي التونسي..و المراهنة على السياحة الثقافية..عوض الارتهان المنتوج "القديم" و سياحة "الجعة" و السهرات الحمراء… أبو آدم