من ابشع التصرفات التي رسمت معالم الصورة المشوهة والقاتمة لوزارة الداخلية في عهد المخلوع وكل ما يمت لها بصلة تلك التصرفات التي تتعدى الاهانة وتمعن فيها بل وتتففن في الاستهتار بالمواطن ، فقد كان أعوان الأمن في عهد المخلوع يأتون كل المنكرات والاعتداءات الفاحشة لفضية ومادية في اعز الظهيرة وفي الصيف وأمام الناس من مارة وباعة ورواد للمقاهي ، حتى اذا حان موعد التحقيق الشكلي أنكروا ذلك وادعوا الطهر والنقاء وانهم مارسوا القانون كأحسن ما يكون بل ومن فرط انضباطهم في احترام القانون تجاوزوا البوليس الفنلندي والنرويجي في نزاهته ، الأخطر من ذلك ان وسائل الاعلام في عهد بن علي كانت تُعرض عن شهادات شارع طويل غاص بالناس مثل شارع الحبيب بورقيبة وتثبت شهادة عون الامن المعتدي كحقيقة مطلقة، ويصبح الامني ضحية والشعب المكتظ الذي يغص به الشارع الطويل في محل شبهة وقد يتابع بتهمة التجني على عون امن شريف . نفس تلك التصرفات رجعت اليوم بكثافة وتجلت في عملية الكرم القذرة التي نُفذت ضد احد أحرار الثورة ، فقد صمتت الداخلية وتحولت النقابة الشيوعية الى الخصم والحكم وأعلنت مليشيات هذه النقابة ان أمر الاعتقال تم في كنف القانون والشفافية المرهفة ، بينما أعلن الشعب في الكرم ان العملية الانتقامية اتسمت بالاعتداءات الوحشية المصحوبة بسيل من الألفاظ النابية ، وكعادة منظومة بن علي الإعلامية تم نقل رواية النقابة المشبوهة وهمشت رواية شعب الكرم في انتظار تجريمه ، وربما الأمر بمسح هذه المنطقة على غرار ما امر به بن علي أيام مداولات الثورة ، حين أعطى الضوء الأخضر لقَنْبَلة حي الزهور بالقصرين ومسحه من الخارطة. نصرالدين