اتفق خبراء سياسيون عرب على أن الأزمة التي تشهدها روسيا هذه الأيام مع جارتها أوكرانيا واحتمال اندلاع حرب بين البلدين، سيؤثر بالسلب على عودة موسكو القوية نحو استعادة نفوذها بالشرق الأوسط متوقعين أن تبعد هذه الأزمة موسكو "مؤقتا" عن المنطقة. وفي أعنف أزمة تواجهها روسيا مع الغرب، منذ انتهاء الحرب الباردة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، صوت البرلمان الروسي السبت الماضي لصالح الموافقة على القيام بعمل عسكري الدولة السوفيتية السابقة أوكرانيا. وعلى الفور نشرت موسكو قوات في جمهورية القرم ذات الأغلبية الروسية والتي تتمتع بالحكم الذاتي في أوكرانيا، وسط انتقادات وتهديدات من الدول الغربية وواشنطن بفرض عقوبات إذا لم تسحب روسيا قواتها من أوكرانيا. وتأتي الأزمة في أوكرانيا بعد تزايد ملحوظ لعودة نفوذ "الدب الروسي" في المنطقة مؤخرا، عبر تقارب ملفت لأول مرة منذ ما يقرب من 30 عاما، مع نظام الانقلاب المصري الجديد وأسفر هذا التقارب عن اتفاق مبدئي بعقد صفقة أسلحة تقدر ب3 مليارات دولار، بحسب وسائل الإعلام الرسمية المصرية. ووقف هذا النفوذ عامل دعم لنظام بشار الأسد في سوريا، في مواجهة النفوذ الأمريكي الذي طالب بتدخل عسكري للإطاحة به بعد اندلاع ثورة هناك. كما ظهرت المحاولات الروسية لاستعادة نفوذها في المنطقة عبر جولات مكوكية يقوم بها مؤخرا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فضلا عن تبادل الزيارات بين العديد من الدول العربية وخاصة الخليج، وكذلك عبر حضور قوي في البيانات والتصريحات والمواقف السياسية في العديد من قضايا المنطقة مثل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي كانت حكرا على الولاياتالمتحدة. ويري العديد من المحللين ان روسيا تمر بمرحلة مفصلية في حياتها وفي فترة حكم الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما سيجعلها تركز أكثر في الحفاظ علي كيانها وحل ازمتها الخاصة، قبل الالتفات كثيرا إلي دول المنطقة العربية