أعلن رئيس الحكومة الماليزي نجيب رزاق في مؤتمر صحفي مقتضب أن رحلة الطائرة الماليزية إنتهت بشكل مفاجئ جنوب المحيط الهندي"، كما أبلغت الخطوط الماليزية عائلات ركاب الطائرة بأنه "لم ينج أحد". وتحدث رزاق بالانقليزية وبدا متأثراً، واستبق إعلانه بالتعبير عن بالغ حزنه وأسفه. وقال إن الأسابيع الثلاثة الماضية كانت ضاغطة جداً، والنتيجة التي خلصت إليها فرق البحث المتخصصة في حوادث الطائرات هي هذه. ودعا رزاق وسائل الإعلام إلى احترام خصوصية أهالي الضحايا، لافتاً إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحافيا الثلاثاء للمزيد من الإيضاحات. وكانت السلطات الماليزية بدأت بحثا دوليا عن الطائرة اللغز التي اختفت دون أي مؤشرات قوية عن مكان وجودها، وشارك في البحث العديد من الطائرات والسفن، لرصد أي حطام في المحيط الهندي قد يكون لطائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية منذ اختفائها في الثامن من مارس الجاري، عندما كانت تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين. يأتي ذلك بعد أن رصدت طائرة استرالية تشارك في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة منذ 15 يوما، اليوم قطعا عائمة في جنوب المحيط الهندي فابحرت سفينة لانتشالها في عملية قد لا تستغرق سوى بضع ساعات. وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت امام برلمان كانبيرا ان "الطاقم على متن (طائرة) اوريون اكد انه شاهد قطعتين الاولى مستديرة رمادية او خضراء والثانية مستطيلة وبرتقالية"، وتحدد موقعهما على مسافة 2500 كلم جنوب غرب بيرث احدى كبرى مدن ساحل غرب استراليا. من جانبه اضاف وزير النقل الماليزي عصام الدين حسين في ندوة صحافية في كوالالمبور ان سفينة "اتش ام ايه اس قريبة من هناك ومن الممكن انتشال القطعتين بعد بضع ساعات او غدا على اقصى تقدير". وسفينة "اتش ام ايه اس" مجهزة بآلة رافعة تسمح لها بانتشال وجر اجسام كبيرة الحجم. واضاف رئيس الوزراء الاسترالي ان طائرة اميركية وطائرة اوريون استرالية اخرى واوريون يابانية في طريقها الى المنطقة التي رصدت فيها القطع العائمة. وقال توني ابوت "احذركم مجددا.. من أننا لا ندري اذا كانت تلك القطع تابعة للطائرة التي كانت تقوم بالرحلة ‘ام اتش 370′، قد تكون قطعا اخرى" مضيفا "لكننا نظن انه من الممكن انتشال تلك القطع قريبا من اجل المضي قدما في توضيح هذا اللغز المأساوي". واعلنت وكالة الصين الجديدة صباح اليوم ان طائرة صينية رصدت قطعا "مشبوهة" في منطقة الابحاث شكلها مربع ولونها ابيض. وتتكون من عنصرين كبيرين نسبيا وعدة قطع اخرى متبعثرة على مساحة عدة كيلومترات. وتشارك في عملية البحث التي تكثفت منذ بضعة ايام في جنوب المحيط الهندي عند مشارف القطب الجنوبي، عددا كبيرا من الطائرات والسفن الحديثة جدا. وغيرت كاسحة الجليد الصينية "كسولونغ" (تنين الجليد) وجهتها للتوجه الى تلك المنطقة. وقد اختفت طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة "ام اتش 370″ بين كوالالمبور وبكين بعيد اقلاعها في الثامن من مارس في الساعة 00,41 (الجمعة الساعة 17,41 توقيت تونس) وعلى متنها 239 مسافرا. وفي منتصف الطريق بين سواحل ماليزيا وفيتنام، غيرت الطائرة وجهتها نحو الغرب وذلك بخلاف المسار المحدد، كما تم اطفاء انظمة الانذار "بشكل متعمد"، بحسب السلطات الماليزية. وواصلت الطائرة التحليق لساعات عدة قبل نفاد الوقود. وتم تحديد ممرين لأعمال البحث استنادا الى العناصر السابقة: الاول الى الشمال باتجاه اسيا الوسطى والثاني الى الجنوب من اندونيسيا الى جنوب المحيط الهندي. ويميل معظم الخبراء الى الممر الجنوبي اذ يستبعدون ان تحلق الطائرة فوق الصين او جمهوريات سوفياتية سابقة مثلا دون ان يتم رصدها. وكانت عدة معطيات من الاقمار الصناعية في الصينواستراليا وفرنسا افادت عن وجود قطع عائمة بين اقصى نقطة في جنوب غرب استراليا والقطب الجنوبي وان طائرة مدنية شاهدت بعض العناصر السبت لا سيما ما يشبه قطعة خشبية. وتحدث رئيس الوزراء الاسترالي عن "مؤشرات ذات صدقية" و"امل متزايد… لمعرفة ما جرى للطائرة". واوضحت الهيئة الاسترالية للسلامة البحرية ان "اعمال البحث انقسمت اليوم على منطقتين قريبتين تشملان مساحة قدرها 68,500 كلم مربع". وأمرت وزارة الدفاع الأمريكية من جهة اخرى بإرسال جهاز سونار قادر على التقاط اشارات على عمق يصل الى ستة آلاف متر. ويربط الجهاز بطرف كابل من آلاف الأمتار تجره احدى السفن. وعلى متن الطائرات التجارية "صندوقان أسودان" احدهما يسجل كل ثانية معطيات الرحلة والثاني المحادثات وايضا كل الاصوات والبلاغات داخل قمرة القيادة. وظروف البحث صعبة للغاية في هذه المنطقة ومن المرجح ان تتدهور قريبا مع مرور المنخفض الاستوائي جيليان على بعد 1000 كلم الى الشمال. الا انها ستعود الى التحسن بحسب الهيئة الاسترالية للسلامة البحرية. وفي جميع الاحوال، فان تحديد موقع الطائرة وانتشالها سيكونان عملية معقدة أكثر مما كان عليه الامر بالنسبة الى الرحلة "ايه اف 447″ التابعة للخطوط الجوية الفرنسية والتي تحطمت فوق المحيط الاطلسي في جوان 2009 اثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس. وقالت خبيرة المحيطات شاريتا باتياراتشي من جامعة غرب استراليا "لقد تطلب الامر عامين للعثور على الرحلة "ايه اف-447″ ونحن هنا ازاء بيئة أصعب بكثير. المياه أكثر عمقا والرياح اقوى". (وكالات)