تولّى رئيس الحكومة مهدي جمعة صباح اليوم الخميس 27 مارس 2014 افتتاح أشغال الدّورة الثامنة والعشرين للمؤتمر الإقليمي لإفريقيا لمنظمة الأمم المتّحدة للأغذية والزراعة "الفاو" (F.A.O) بحضور وزير الشؤون الخارجيّة منجي الحامدي والوزير لدى رئيس الحكومة المكلّف بتنسيق ومتابعة الشؤون الاقتصادية نضال الورفلّي ووزير الفلاحة لسعد لشعل وكاتب الدولة للشؤون الخارجيّة فيصل قويعة والمدير العام للمنظمة الأمميّة للأغذية والزّراعة جوزيه غراسيانو دا سيلفا إلى جانب عدد من وزراء الفلاحة بعدد من البلدان الإفريقيّة. وأكّد رئيس الحكومة أن هذا المؤتمر يمثّل فرصة متميزة للوقوف على آخر مستجدات الوضع الغذائي في افريقيا وتشخيص التحديات والإشكالات الواجب معالجتها بما يعزّز الأمن الغذائي في بُلداننا. وأوضح مهدي جمعة أن المواضيع التي سيتم تدارسها تبرز الأهمية التي توليها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة إلى المسائل الاستراتيجية التي ستحدد مستقبل فلاحة على غرار المراهنة على الشباب الذي قال رئيس الحكومة إنّه يمثّل الركيزة الأساسية لمجتمعاتنا بما يضمن استدامة إنتاج زراعتنا وتطويرها في العقود المقبلة وأن ذلك يتطلّبُ منّا مزيد الاهتمام بهذه الشريحة وتوفير الحوافز والظروف الملائمة لها لتعاطي الزراعة والاستثمار فيها. واستعرض رئيس الحكومة جملة الحوافز التي تمّ إقرارها لفائدة الباعثين الجدد بهدف تعصير الفلاحة وتشجيع الشباب على الاستثمار فيها مبرزا إيّاها كما يلي: تمكين الشّبان والمهندسين على قروض عقارية بشروط ميسّرة لاقتناء أراضي فلاحية خاصة بهدف استغلالها وتنميتها. تمكين الفلاحين الشّبان وأبناء الفلاّحين والفنيين الفلاّحين خاصة منهم أصحاب شهائد التعليم العالي الفلاحي من كِرَاء مقاسم فلاحية تابعة للدولة للاستثمار فيها وإحيائها وضع خطة لبعث محاضن في مؤسسات التعليم العالي الفلاحي لتكون فضاء لإيواء حاملي أفكار المشاريع ومرافقتهم من فكرة المشروع إلى فترة إنجازه بما يمكن من خلق جيل جديد من الباعثين الشبان. وأضاف رئيس الحكومة بالقول مصالحة الشباب مع الزراعة تستدعي، في تقديرنَا، تحسين الظّروف المعيشية في المناطق الريفية ومزيد تبسيط إجراءات بعث المؤسسات والتقليص من التراخيص الإدارية وتطوير خدمات هياكل المساندة ودعا مهدي جمعة إلى تغيير الصّورة النمطيّة لمهنة الفلاحة من العقليّات وخاصة لدى فئة الشباب والتي ينظر إليها كمهنة من مهن الماضي ينشط فيها القرويّون وأنّ الفلاحة هي مهنة المستقبل وتتطلّب منّا شحذ العزائم لدعمها من خلال مزيد تعزيزها بالإمكانيّات وإذكائها بالطّاقات الشابّة الكفؤة والعمل على تشجيع وتأطير ومرافقة الشبّان من الباعثين والفلاحين. ولاحظ رئيس الحكومة أنّ الحضور المكثّف لمسؤولين رفيعي المستوى لممثلي الفلاحيّة لمختلف البلدان الإفريقيّة في المؤتمر يعدّ مؤشّرا على الوعي على الصعيد القارّي بأهميّة وضرورة العمل على موضوع الفلاحة في الدول الإفريقيّة وإعطاء هذا القطاع أوليّة قصوى واعتباره ضرورة من ضرورات التقدّم والنّماء وقال مهدي جمعة آمل أن يكون الحضور المكثّف في المؤتمر طالع خير لمزيد إثراء التبادل على أرض افريقيّة خصبة تمثّلها تونس، أرض ستسقي أفكاركم ،وما سينبثق عن المؤتمر من توصيات سيطوّر فلاحتنا وسيرسم مستقبلا واعدا لقارّتنا وتحديدا لبلادنا وكشف جمعة أنّه على غرار بعض البلدان الإفريقية، تبقى الفلاحة في بلادنا بالأساس فلاحة صغرى يغلب عليها الطّابع العائلي حيث تمثِّل المستغلات التي تقِلُّ مساحتها عن 20 هكتار والتي يبلغُ عددها 408 ألف مستغلّة أيّ ما يمثل 87% من مجموع المستغلات الفلاحية. وأوضح رئيس الحكومة أنّه تمّ اتخاذ حزمة من الإجراءات اقتضاها الدور الهامّ الذي تلعبه فلاحتنا على مستوى توفير الغذاء لعدد هام من المتساكنين والمساهمة في خلق مورد الرزق وتنمية المناطق الريفيّة مستعرضا هذه الإجراءات كالتالي: – تأمين الإحاطة الضرورية بالمنتجين العاملين في الفلاحة وتمكينهم من الحصول على التمويلات اللازمة بشروط تفاضلية تراعي خصوصياتها -إفراد هذا النّشاط بسياسات تنموية ملاءمة للنهوض بصغار الفلاحين غير القادرين على مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية وما سينجر عنها من منافسة. -تطوير مسالك ترويج منتوج صغار الفلاحين عبر الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية التي تُساعدهم في مجال التزويد والتسويق في الداخل والخارج. وبخصوص معالجة النقائص التي تشل تطوير فلاحتنا على غرار ضعف المردودية وقلة التحكم في تقنيات الإنتاج ومحدودية الاستثمارات في القطاعات المجددة، أوضح رئيس الحكومة أن الحلّ يكمن في رسم استراتيجيات وطنية محكمة وإقامة تعاون وثيق في مجال تبادل الخبرات والتجارب وتطوير الاستثمارات بين بلداننا إلى جانب العمل على ترشيد وإحكام استغلال الموارد الطبيعية بما يضمن استدامتها وبقائها للأجيال القادمة