انطلقت يوم الاثنين اشغال الندوة العلمية ” اشعاع القيروان عبر العصور” التي ينظمها المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون “بيت الحكمة” بمدينة القيروان عاصمة الثقافة الاسلامية سنة 2009.وتتضمن الندوة التي تتواصل الى غاية 25 افريل الجاري 12 جلسة تهتم بمحاور متنوعة على غرار” القيروان مدرسة الفقه” و”صفحات من تاريخ العرب” و”مسالك الابداع في القيروان”و “القيروان والعمران” و”مدرسة الطب القيروانية” و”العلماء والسلطان” وسيقدم اساتذة مختصون وباحثون من تونس والجزائر والمغرب ومصر وسورياوالسعودية والاردن وموريتانيا والسودان وفرنسا وايطاليا واسبانيا مداخلات تبرز اشعاع القيروان عبر العصور. ونوه السيد عبد الرووف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث لدى اشرافه على افتتاح الندوة بمساهمة “بيت الحكمة” في اثراء تظاهرات الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية عبر تنظيم هذه الندوة التى تجمع ثلة متميزة من الاساتذة الاجلاء والتي تفتتح بها سلسلة ندوات كبرى ستكسب الاحتفاء بالقيروان في هذا العام البعد العلمي والفكري الذي يحرص الرئيس زين العبدين بن علي على ايلائه كل الاهتمام تكريسا للتوجه الحضاري العميق الذي يميز الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية. واكد الوزير ان اختيار الندوة لاشعاع القيروان عبر العصور موضوعا لاعمالها نابع من حقيقة ان القيروان ظلت على مدى أربعة قرون عاصمة للثقافة الاسلامية في افريقية والاندلس وقبلة العلم التى يقصدها الطلاب من المشرق والمغرب ومنها انطلقت العلوم والاداب والفنون لتشع في غرب العالم الاسلامى وشرقه وليتردد صدى حلقاتها العلمية في افريقيا السوداء مشيرا الى مختلف الوظائف الحضارية والروحية التي نهضت بها المدينة عبر العصور والتي جعلت منها احدى حواضر الاسلام الكبرى. وذكر الوزير بعناية بلادنا بتراث القيروان والجهود الكبيرة التي بذلت من أجل حمايته داعيا الباحثين عامة والباحثين الشبان على وجه الخصوص ليعكفوا على هذا التراث بمزيد من الدرس والنظر والتمحيص. وأكد في هذا الاطار عزم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على تكثيف التعاون بينها وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا من أجل وضع خطة في هذا الشأن وتحقيق الاهداف المنشودة خدمة لتراث القيروان الذي هو تراث الامة الاسلامية جمعاء. وذكر الوزير بارادة الرئيس زين العابدين بن على منذ بداية التغيير في أن تستعيد القيروان مجدها وتستأنف دورها باعتبارها مركزا للاشعاع العلمي والثقافي وقطبا للتنمية والتقدم مشيرا في هذا السياق الى المكاسب والانجازات الجامعية والتراثية التي تم تحقيقها بالقيروان طيلة سنوات التحول. واوضح ان تزكية رئيس الدولة لاختيار القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية من قبل منظمة الايسيسكو تندرج في اطار الاعتزاز بالهوية الثقافية العربية الاسلامية من ناحية والاخذ بناصية الحداثة والانخراط فى حضارة العصر من ناحية اخرى. وكان السيد عبد الوهاب بوحديبة رئيس بيت الحكمة قد القى قبل ذلك كلمة اكد فيها ان مصادر ازدهار الحضارة واشعاع المدن مثل ما يذهب الى ذلك ابن خلدون متاتية من السلطان والمال والتدبير. واشار فى هذا السياق الى ان تاريخ القيروان الطويل اثبت ان الثروة المادية لاتدوم فى حين بقيت الثقافة هي الاصل وبفضلها صمدت القيروان التي تكونت فيها مدارس للفقه والشعر والطب ولا تزال اثارها باقية الى اليوم وهي في حاجة الى مزيد الدراسة والبحث والتدقيق. واستهل السيد مراد الرماح الخبير والباحث في تراث القيروان سلسلة المحاضرات التي ستقدم في الندوة بمحاضرة حول “التطور العمراني لمدينة القيروان أيام الحفصيين” فبين ان هذا العهد عبر عن صمود القيروان وقدرتها على الاستفاقة من سباتها الذي عرفته بعد النكبة الهلالية. واشار الى الوثائق التي يرجع عهدها الى بداية القرن السابع هجري والتي تؤكد عودة العمران في المدينة وعودة الروح الى الحياة الدينية بواسطة عدد من المتصوفين امثال ابو يوسف الدهماني. كما تشير الوثائق الى ظهور بوادر حركة اقتصادية شملت بالخصوص استصلاح المنشات المائية ولاحظ المحاضر ان القيروان عند قيام الدولة الحفصية بدات تشهد نهضة عمرانية واقتصادية واصبحت قطبا اقتصاديا وتجاريا هاما .