في اطار مساهمة مدينة العلوم بتونس فى البرنامج الوطنى للاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية قدم الاستاذ ابراهيم شبوح الباحث والخبير الدولى فى التاريخ والاثار الاسلامية يوم الثلاثاء بمقر فرع المعهد الوطنى للتراث بسيدي عبيد الغرياني في القيروان محاضرة بعنوان “جامع عقبة ابن نافع سجل للعمارة التاريخية الاسلامية بتونس”.وأبرز المحاضر بالمناسبة جملة من الجزئيات والخصوصيات التى يتميز بها هذا الجامع الذي اختطه عقبة ابن نافع لما فتح افريقية وأسس القيروان سنة 50 هجرى الموافق ل 670 م وجدد بناءه حسان ابن النعمان امير عبدالملك بن مروان على افريقية وقام بتجديده على هيئته الموجودة اليوم الامير الاغلبي زيادة الله الاول سنة 222 هجري / 835 م بعد ان وقع هدم البناء الاصلى باستثناء المحراب الذي يشير الى اتجاه القبلة . واستنتج الاستاذ ابراهيم شبوح بعد ان قام بحفرية دار الامارة ان اعادة بناء الجامع تمت على أساس الاشغال التى انجزت عبر الازمنة لتعلية الارض التى كانت منخفظة ومعرضة لتغمرها المياه . واوضح ان بناء الجامع فى هيئته الموروثة عن العهد الاغلبي يتميز بارتكازه على أعمدة ارتفاعها موحد تعلوها سقوف خشبية جلبت من صقلية وقد حافظت هذه السقوف رغم توالى تجديدها على اصولها الاولى. واشار الى أشغال هامة نفذها الامراء الحفصيون لانقاذ جدران الجامع التى مالت بنحو 70 سنتيمترا وهو ما تدل عليه أروقة السور المحيط بالمسجد حاليا. وتحدث المحاضر باسهاب عن محراب جامع عقبة ابن نافع الذى تدل زخارفه على وجود تأثر بالفن البيزنطى فاكد ان 139 مربعا خزفيا ذات بريق معدنى وقع تثبيتها على واجهة المحراب وتشكل اشكالا نباتية او هندسية ذات الالوان الخضراء والصفراء والبنية. واكد المحاضر ان زخارف المحراب والمنبر ومقصورة المعز ابن باديس تروي قصة تطور فن الزخرفة العربي بافريقية منذ العصر الاغلبى الى اكتمال نضجه على أيام الصنهاجيين. وخلص المحاضر الى القول بان جامع عقبة ابن نافع هو الاثر التاريخى المعمارى الاسلامى الوحيد الذى حافظ على أصوله الاولى وكان المصدر الاول الذى اقتبست منه العمارة المغربية والاندلسية عناصرها الزخرفية والمعمارية خاصة مئذنته الفريدة من نوعها ومنبره الذى يعتبر من اقدم المنابر فى العالم الاسلامي. واستشهد المحاضر ببعض الصور والتصاميم التى أخذت خلال الحفريات بموقع دار الامارة المحاذى للجامع . يذكر ان الاستاذ ابراهيم شبوح الخبير الدولى فى التاريخ والاثار الاسلامية هو أصيل مدينة القيروان ودرس العمارة والفنون الاسلامية بالجامعة التونسية وهو باحث متميز فى الاثار والفنون. كما تقلد العديد من المهام فى تونس وفى الخارج منها مدير الاثار الاسلامية بمركز دراسة الحضارة والفنون الاسلامية برقادة ومدير عام دار الكتب الوطنية بتونس وهو اليوم مدير مؤسسة ال البيت الملكية للفكر الاسلامي. وقد أنجز الاستاذ ابراهيم شبوح العديد من البحوث والدراسات الهامة التى اصبحت بمثابة المراجع العلمية كما ترجم وحقق الكثير من الكتب.