تحتفل تونس يوم الأحد 17 ماي مع المجموعة الدولية باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات. وتسعى تونس في هذا السياق إلى تجسيم الثوابت والخيارات التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي للنهوض بقطاع الاتصالات والرامية إلى إرساء مقومات مجتمع المعلومات بما يؤمن النفاذ إلي مختلف الشبكات لكل الفئات والشرائح والجهات دون إقصاء أو تهميش ويساهم في دفع الحركية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد.كما تحرص على تفعيل نتائج القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي احتضنت تونس مرحلتها الثانية سنة 2005 وذلك ضمن سياق تحديثي للاقتصاد والمجتمع يعتمد التكنولوجيات الحديثة للاتصال كعنصر أساسي في منوالها التنموي. التكنولوجيات الحديثة للمعلومات: تيسير النفاذ للجميع وبفضل الاستراتيجية الرائدة لتنمية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال التي أرسى دعائمها رئيس الدولة توفقت تونس إلى تحقيق نتائج مشجعة حيث أصبح هذا القطاع يمثل حوالي 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كان لا يتجاوز 4 بالمائة في بداية هذه العشرية ومن المنتظر بلوغ نسبة 13.5 بالمائة في موفى المخطط الحادي عشر للتنمية. وعلى مستوى تعزيز البنية الأساسية للاتصالات وتعصيرها وبالخصوص في مجال تعميم النفاذ إلى الانترنات تمت مضاعفة طاقة ربط تونس بالشبكة الدولية للانترنات أكثر من 4 مرات في ظرف سنة واحدة إذ بلغت 11.25 جيغابيت في الثانية بينما كانت في حدود 3.1 جيغابيت في الثانية في ديسمبر 2007. وقد تم في مجال تعميم السعة العالية وخاصة الخطوط الرقمية “ادي اس ال” تحقيق نتائج ايجابية حيث تجاوز عدد المشتركين 247 ألف مشترك في موفى مارس 2009 مقابل 100 ألف مشترك في نهاية سنة 2007. وفي نفس هذا الاتجاه تم إطلاق برامج لتطوير الانترنات ذات التدفق العالي المعتمد على الألياف البصرية والتقنيات الراديوية مكنت من ربط المؤسسات الجامعية ومؤسسات البحث العلمي مما ضاعف ب 8 مرات من سرعة التدفق بالشبكة الجامعية. وعرف برنامج ربط المؤسسات التعليمية والتكوينية بالانترنات ذات التدفق العالي تقدما هاما إذ ارتفعت طاقة ربطها ب 7 مرات كما تضاعفت طاقة ربط المراكز العمومية للانترنات بأكثر من مرتين. وفي نطاق البرامج الوطنية المتصلة بنشر الثقافة الرقمية ارتفع عدد الحواسيب المستعملة في تونس إلي حوالي 580 015 1 بعد أن كان في حدود 500 767 في موفي سنة 2007 و635 ألف في سنة 2006 . وقد ساهمت التشجيعات التي أقرتها الدولة في مجال الحاسوب العائلي والسياسات المعتمدة بخصوص برنامج تجميع الاقتناءات الإعلامية لفائدة الهياكل العمومية من بلوغ الهدف الطموح للبرنامج الرئاسي المتمثل في توفير مليون حاسوب قبل موفي سنة 2009. تعميق الإصلاحات ودفع الاستثمار والتشغيل وبالتوازي مع البرامج والمشاريع الرامية لتيسير النفاذ للجميع تحرص تونس علي دفع الاستثمار والتشغيل واستقطاب كبريات المؤسسات الدولية وقد تمت في هذا الإطار تعبئة كل الجهود لتجسيم الإجراءات الرائدة التي أذن بها الرئيس زين العابدين بن علي والرامية إلي دفع الاستثمار وتعميق الإصلاحات وإرساء الأرضية الملائمة لمزيد تموقع البلاد في الخارطة العالمية لصناعة الذكاء للاستفادة من الآفاق الرحبة التي توفرها تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال نشر الثقافة الرقمية وإحداث المشاريع المجددة واستقطاب الاستثمارات ذات القدرة التشغيلية الهامة. ويرتكز العمل في هذا السياق على مزيد دفع تطوير البنية الأساسية وخاصة توفيرها لفائدة المؤسسات الاقتصادية عبر تركيز شبكة مهيكلة للانترنات والشروع في إنجاز شبكة من الألياف البصرية ب 300 منطقة صناعية وإدارية ومنطقة خدمات لتوفير السعة العالية جدا وإنجاز كابل بحري ثالث من الألياف البصرية يربط تونس وأوروبا. كما تحرص الدولة في إطار توسعة قطب الغزالة علي إنجاز فضاءات تكنولوجية مهيأة علي مساحة 100 ألف متر مربع بولايتي أريانة “النحلي” ومنوية بكلفة تقارب 100 م د لاحتضان المؤسسات التكنولوجية التي من شأنها أن توفر أكثر من 5 آلاف موطن شغل في المرحلة الأولي من هذا البرنامج. كما يتم العمل علي استكمال شبكة فضاءات للعمل عن بعد بالولايات الداخلية والساحلية لانتصاب المؤسسات الناشئة وتوفير الخدمات عن بعد بالاعتماد علي تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وأقرت تونس إصلاحات عميقة علي مستوى الإطار الترتيبي والتنظيمي من خلال مراجعة مجلة الاتصالات في اتجاه دعم مناخ المنافسة على مستوى إقامة الشبكات واستغلالها وتوفير الخدمات الاتصالية وخاصة ذات السعة العالية. كما وقع إصدار إطار تنظيمي وتقني لتوفير خدمة الهاتف عبر بروتوكول الانترنات بغية تطوير البنية التحتية للاتصالات وإثراء الخدمات المقدمة للمؤسسات الاقتصادية والمواطن فضلا عن مساهمة هذه التقنيات في التخفيض في التعريفات بما يمكن من إكساب قدرة تنافسية اكبر للنسيج الاقتصادي وللمؤسسات. وعرفت سنة 2008 تبسيط الإجراءات الإدارية المتصلة بتوريد التجهيزات والمنظومات الالكترونية التي تقوم بها المؤسسات الاقتصادية من حيث إعفاء جانب كبير من التجهيزات والمنظومات الالكترونية المتداولة من الترخيص المسبق للتوريد. وباعتبار المكانة الهامة التي تضطلع بها الموارد البشرية في تجسيم البرامج والمشاريع الوطنية الطموحة في مجال الاقتصاد الرقمي وإنتاج الخدمات الالكترونية تتكثف الجهود المتصلة بالتكوين وتعزيز الموارد البشرية ذات الاختصاصات الواعدة وبالاعتماد على شهادات المصادقة علي الكفاءات عبر تنفيذ البرنامج الطموح القاضي بتكوين 20 ألف مختص. وتأكيدا للتمشى المنهجي والمدروس الذي تنتهجه البلاد فقد مكنت النتائج المسجلة من تصنيف تونس ضمن تقرير منتدى دافوس الاقتصادي المعد خصيصا لقطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال بعنوان سنتي 2007 و2008 وللسنة الثانية على التوالي بالمرتبة الأولي مغاربيا وإفريقيا حسب “مؤشر التهيؤ لاستعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصال” والمرتبة 38 دوليا من ضمن 134 دولة. ويشكل الاحتفال بهذا الحدث مناسبة متجددة تعبر فيها تونس بشتى مكونات المجتمع عن التزامها بثوابت البلاد بما يعزز نفاذ مختلف الشرائح العمرية بما في ذلك الأطفال وكل الفئات الاجتماعية إلى الشبكات وتطوير مساهمة القطاع في مسيرة التنمية بالبلاد علي درب إرساء مجتمع معلومات لكل فيه حظ .