فى اطار مساهمتها فى الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية نظمت مدينة العلوم يوم الجمعة بالقيروان لقاء علميا القى خلاله الدكتور عبد الحميد سلامة وزير مستشار لدى رئيس الجمهورية وصاحب كتاب “قضايا الماء عند العرب قديما” محاضرة بعنوان ” السياسة المائية فى العهد الاغلبى” . واوضح الدكتور عبد الحميد سلامة في محاضرته ان ارض القيروان كانت فى عصر عقبة بن نافع ارض سباخ لا تنبت شيئا ومياهها نادرة جدا وقد نتج عن ذلك أعباء كثيرة عانى منها سكان القيروان اللاحقين فى توفير الماء. واكد ان هذا الشح فى المياه فرض على العرب المسلمين فى القيروان حفر مواجل والاستثمار فى بناء المنشات المائية. واعتبر المحاضر ان فسقيات الاغالبة التى بناها الامير الاغلبى أبو ابراهيم أحمد بن الاغلب سنة 248 هجرى / 862 ميلادى لتوفير المياه لسكان القيروان كانت انجازا عربيا اسلاميا بامتياز ذلك ان هذه المنشأت المائية لا يوجد لها مثيل فى اى مكان اخر مبرزا مهارة الاغالبة فى مجال تجميع المياه واستغلالها وتقنيات التصرف فيها. ولاحظ فى هذا السياق ان الاغالبة كانوا روادا فى بناء البرك الاغلبية وهما حوضان كبيران يقع الماء اذا جرى فى الحوض الاول الصغير فتنكسر حدته وتترسب منه الاتربة والاوساخ بالاسفل قبل ان يتدفق الزائد عليه صافيا فى الحوض الاكبر. وبين المحاضر ان البرك الاغلبية قادرة على خزن كمياة هامة من المياه. وانتهى الى القول بضرورة الاستفادة من التقاليد الاغلبية واتباعها فى خزن المياه والمحافظة عليها عبر بناء المواجل خاصة فى عصرنا الحاضر الذى يشهد بوادر شح كبيرة فى المياه.