أبرز السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي المكانة المميزة التي تحتلها المرأة في المشروع الحضاري الطموح للتغيير بما أهلها لكسب رهانات المشاركة المتكافئة مع الرجل في كل المجالات واقتحام الافاق الجديدة على درب التنمية والديمقراطية والحضور الواسع في مواقع القرار والمسؤولية.وأضاف الامين العام لدى افتتاحه يوم الجمعة بدار التجمع اشغال الندوة الوطنية حول “تونس ومنظمة المرأة العربية : من أجل دفع مسار التحديث والتطوير المجتمعي في المنطقة العربية” أن الرعاية الفائقة التي تحظى بها المراة التونسية من لدن الرئيس زين العابدين بن علي أسهمت في تعزيز منظومة مكاسبها لتظل قوة الدفع باتجاه التحديث والاشعاع والقاعدة الاساسية في عملية بناء المستقبل الواعد للاجيال الصاعدة. واستعرض الجهود الرامية الى فتح افاق مشاركة المرأة الفعلية في مسيرة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتطوير نوعية هذه المشاركة حسب خصوصيات كل مرحلة وبما يساير ما بلغته المرأة في تونس من مؤهلات رفيعة وما أثبتته من قدرة على التالق والنجاح في شتى مواقع العمل والنضال والمسؤولية ويعكس أيضا الوفاء للارث الاصلاحي التونسي وللمبادىء التحديثية التي شكلت محور العمل النضالي للتجمع. النهوض بالواقع العربي يظل مرتبطا أشد الارتباط بمدى النجاح في الارتقاء بأدوار المرأة وبين السيد محمد الغرياني أن رؤية التغيير لمجتمع الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان انبنت على خيارات ثابتة من بينها المراهنة على المرأة في التجمع وعلى الصعيد الوطني مؤكدا أنه كلما ارتقت مكانة المرأة وتنوعت أدوارها وتطورت وظائفها في صياغة تقدم البلاد على جميع الاصعدة ازداد النسيج الاسرى والمجتمعي متانة وتوازنا واستقرارا. وذكر في هذا الاطار بالمقاربة الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي في مجال الممارسة الديمقراطية الراقية التي تقوم على مفهوم الترابط المتين بين المساواة والديمقراطية مشيرا الى ان التجمع كان دائما سباقا في تكريس هذا الخيار وهو ما تجلى في مؤتمر التحدي بما عزز حضور المرأة في جميع هياكل الحزب وأضاف أنه سيتم ترسيخ هذا التوجه في المواعيد الانتخابية القادمة حيث سيبلغ حضور المرأة نسبة لا تقل عن 30 بالمائة بالبرلمان والمجالس البلدية. وتطرق من جهة أخرى الى مسالة النهوض بقدرات المرأة العربية وبواقع المجتمعات العربية عامة فشدد على ضرورة تضافر الارادة العربية المشتركة سيما على صعيد المجتمع المدني للارتقاء بالمرأة من دائرة المساواة الى فضاء المشاركة الكاملة للرجل قصد تعزيز مسيرة الازدهار والتقدم وتجسيم منظومة حقوق الانسان متكاملة المكونات ومترابطة الابعاد في العالم العربي. وشدد الامين العام على أن النهوض بالواقع العربي يظل مرتبطا أشد الارتباط بمدى النجاح في الارتقاء بأدوار المرأة العربية ومكانتها في الاسرة والمجتمع والحياة العامة. ثقة في المقاربة التونسية وأكد أن رئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية لمنظمة المرأة العربية تعد حدثا هاما يترجم الاعجاب العربي الواسع بنجاحات المرأة التونسية وبما تحقق لفائدتها من مكاسب كبرى ومطردة فاقت ما أحرزته نظيراتها في عديد البلدان المتقدمة. ولاحظ أن هذا الحدث يعكس أيضا الثقة في المقاربة التونسية للمرأة النابعة من فهم عميق للتحولات المجتمعية وصواب المراهنة الدائمة على ترابط الاجيال وتكامل أدوار المراة والرجل في خدمة أهداف التنمية الشاملة وتحسين نوعية الحياة المشتركة والاسهام في إعلاء شأن الوطن بين الامم والذود عن مصالحه وعزته وديمومة نموه وازدهاره. وأعرب السيد محمد الغرياني عن اليقين في أن فترة رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية ستمثل “مناسبة تاريخية لاثراء الحوار العربي حول الافاق الرحبة المفتوحة أمام المرأة بالمجتمعات العربية ولصياغة التصورات والبرامج المشتركة” التي بقدر ما تتيح المجال الملائم لاحكام الاستفادة من الطاقات البشرية الكامنة سيما في أوساط النساء فانها تعطي الدفع المنشود للعمل العربي المتضامن بأبعاده المتعددة خاصة منها في المجالات ذات الصلة بالشأن النسائي. كما عبر عن الثقة في أن الرئاسة التونسية لمنظمة المراة العربية ستكون كذلك “فترة الاسهام النشيط في اشاعة القيم الانسانية النبيلة ونشر الثقافة الرقمية على أوسع نطاق في صفوف المرأة العربية” كما ستشهد دفعا هاما في مجالات التعاون والتنسيق مع مختلف مكونات المجتمع المدني الدولي وتحقيق اشعاع المنظمة في فضاءاتها الاقليمية والعالمية. ولاحظ أن المكاسب الرائدة للمرأة في تونس وما يرافقها من حرص على صيانتها ودعما واثرائها من شأنه أن يعطي دفعا هاما للمرأة العربية لتنخرط في ميادين التنمية والتطوير والتحديث واستشراف أدوارها المستقبلية في فضاءات النضال الجمعياتي والافتراضي وكذلك السبل المثلى لرفع قدراتها وتعزيز مقومات المجتمع العربي الاصيل والمتفتح والمساير لروح العصر وتحولاته المتسارعة. وتطرق الامين العام من جهة أخرى الى المحطات السياسية والوطنية المقبلة في تونس التي ستشكل موعدا متجددا لتأكيد التفاف المجتمع التونسي بسائر شرائحه وجهاته وأجياله وبالخصوص المرأة حول خيارات الرئيس زين العابدين بن علي الرشيدة والتي حققت لتونس وشعبها أسباب العزة والمناعة والاستقرار والرخاء. وأكد أن هذه المحطات باعتبارها أيضا مناسبة لمواصلة العمل الدؤوب على تجسيم الخيارات والاجراءات والاهداف الاستراتيجية الجديدة ستمكن من ادماج المرأة في مسارات متكاملة وحديثة من الرقي الدؤوب على كافة الاصعدة بما من شأنه أن يعطي دفعا للمرأة العربية للمضي على نفس الدرب التونسي الذى يراهن على المساواة الكاملة والشراكة الفعلية بين الرجل والمرأة في النهوض بكل أوجه الحياة الوطنية.