اختتمت أمس الندوة الدورية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التونسية التي التأمت تحت سامي إشراف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي التي وضعت هذا العام تحت شعار ” الوضع الاقتصادي والسياسي في العالم وتداعياته على العمل الدبلوماسي”. وتتنزل هذه الندوة الدورية في إطار الحرص الرئاسي على متابعة عمل الدبلوماسية التونسية وتقييم ما أنجزته على مستوى العلاقات الخارجية لبلادنا في بلدان الاعتماد ومع مختلف الدول والمنظمات والهيآت الدولية والإقليمية فضلا عن ا لبحث عن أفضل السبل القويمة لإضفاء مزيد من النجاعة والفاعلية على أداء بعثاتنا الدبلوماسية بما يجسم الخيارات التي رسمها سيادة الرئيس لسياسة تونس الخارجية في عالم متشابك تسوده مصاعب سياسية بفعل بؤر التوتر التي زاد عددها في العالم وزادت من حدتها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية المتفاقمة و الأوبئة الخطيرة التي أثرت على كثير من نواحي الحياة في عديد البلدان. ولا يخفى على أحد أهمية إسهام البعثات الدبلوماسية التونسية في التعريف بالانجازات الوطنية الرائدة وما تنعم به البلاد من أمن واستقرار وتنمية في ظل وعي وطني بأهمية التضامن بين الفئات والجهات وبمناخ الاستثمار السليم إلى جانب التصدي للمحاولات اليائسة لبعض محترفي المغالطة و التشكيك في المسار القويم لتونس التغيير. إن ما اتسمت به الدبلوماسية التونسية خلال السنة الجارية من حركية متميزة ونسق مرتفع للزيارات والمشاركات الفاعلة لبلادنا على الصعيدين الإقليمي والدولي زادت من إشعاع الصورة الناصعة لتونس التغيير ودعم مركزها وسمعتها عالميا وإقليميا مما كان له الأثر الايجابي في تطوير برامج الشراكة وتنويع العلاقات داخل مختلف فضاءات انتمائنا مغاربيا وعربيا و إفريقيا ومتوسطيا. وحرصت أيضا تونس بهدي من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على تثمين علاقاتنا الدولية وتنويعها حيث أذن سيادته بمزيد الاهتمام بالعلاقات الثنائية خاصة مع الدول الأسيوية وفي مقدمتها الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودعم التشاور السياسي معها واستقطاب التعاون الاقتصادي والاستثماري منها بما يدعم الحراك الاقتصاد الوطني ويضمن أفضل أسباب النجاح للتنمية الوطنية من جهة ويساعد على فتح أسواق جديدة لصادراتنا من جهة أخرى. ولقد كانت الدبلوماسية التونسية خلال هذه السنة متميزة بحراكها على جميع الأصعدة بدءا من المشاركة المتميزة لسيادة الرئيس في القمة الاقتصادية العربية بالكويت في مطلع السنة الجارية ثم القمة العربية الدورية بقطر في مارس الماضي وقمتي الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا وسرت وقمة دول الساحل والصحراء وقمة دول عدم الانحياز بشرم الشيخ و قد كان لهذه المشاركات أصداء ايجابية للغاية لمواقف سيادته ومبادراته البناءة لا سيما المتعلقة بجعل سنة 2010 سنة دولية للشباب فضلا عن المواقف الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية العادلة والسلم والأمن الدوليين . و في ظل ما تحقق اليوم لبلادنا من مكاسب ونجاحات بفضل الرؤية المتبصرة لصانع التغيير فإن الدبلوماسية التونسية مدعوة إلى العمل المركز و الجاد لتفعيل المكاسب وصونها أولا ومن ثمة دعم قدرة البلاد على مزيد استقطاب الاستثمار وبناء الشراكات ومواكبة المتغيرات الدولية وتعزيز مناعتها والحفاظ على مصالحها.