أخبار تونس– تدعمت الطبقة الوسطى في تونس وتوسعت قاعدتها لتبلغ اليوم في تونس نسبة 81 بالمائة.هذا ما أشار إليه السيد محمد الغنوشي نائب رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الأول لدى اختتام أشغال الجامعة الصيفية الوطنية الثامنة عشرة للتجمع. وتتزامن الدورة الثامنة عشرة للجامعة الصيفية مع الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة التي تمثل حدثا وطنيا متميزا يحرص التجمع على الاستعداد له على الوجه الأكمل. وقد انتظمت الجامعة الصيفية على مدى ثلاثة أيام بتوزر حول موضوع “الطبقة الوسطى في مشروع التغيير”، بحضور السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع وعدد من سامي إطارات التجمع. ويعتبر تعزيز الطبقة الوسطى وتوسيع قاعدتها أحد الخيارات الجوهرية للمشروع المجتمعي للتغيير لأنها تشكل عماد الاستقرار الاجتماعي والسياسي والمؤشر الأساسي على نجاح المنوال التنموي الذي يظل الإنسان منطلقه وأداته وهدفه الأسمى. وقد تتالت الإجراءات في هذا النسق إذ تخصص تونس نسبة 7.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لقطاعات التربية والتكوين. وحسب نائب رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي، فقد مكن تحسين الدخل والتغطية الاجتماعية الصحية من ارتفاع نسبة التونسيين الذين تشملهم خدمات التغطية الاجتماعية إلى 95 بالمائة. وتشير آخر التقارير الصادرة مؤخرا إلى تطور مؤشرات القدرة الشرائية للمواطن نتيجة الزيادات المتتالية في الأجور وتحسن مؤشر التغطية الاجتماعية . وقد دأبت تونس على المحافظة على تلازم البعدين الاجتماعي و الاقتصادي للعمل الإنمائي ، فبقدر الحرص على تعزيز المكاسب الاجتماعية و تثمين الموارد البشرية، يتواصل الحرص على توطيد مقومات اقتصاد متين ومتفتح على الخارج وقادر على التأقلم مع المتغيرات والتحولات. والجدير بالذكر أن معدل النمو فاق بتونس 5 بالمائة سنويا خلال العقدين الأخيرين. كما سجل إقبال حوالي 4000 مؤسسة على تأهيل منظومة إنتاجها . وذكر السيد محمد الغنوشي بأن الأرضية السياسية وما تتميز به تونس من وفاق حول الثوابت والخيارات الكبرى، قد مهدت السبيل للمضي قدما على درب تعزيز المسار التنموي المتركز على التعويل على القدرات الوطنية وإمكانيات البلاد الذاتية. وبفضل المد الإصلاحي الشامل والمتكامل تتحسن القدرة التنافسية للاقتصاد التونسي ويتنامى نسق جلب الاستثمارات الأجنبية باستمرار، مما أدى إلى ارتفاع نسق إحداثات الشغل بالرغم من الزيادة المتواصلة في الطلبات الإضافية للشغل. كل هذه العوامل مجتمعة أتاحت تحقيق نتائج مشرفة على مستويات تسريع نسق النمو وتنويع القاعدة الاقتصادية والارتقاء بالقدرة التنافسية رغم صعوبة الظرف الاقتصادي العالمي. ولاحظ الوزير الأول أن مواصلة النجاحات التي حققتها البلاد والتي كانت محل إشادة من قبل المؤسسات والهيئات العالمية المختصة والمحافظة على مكاسبها والدفع بها نحو الأفضل يطرحان جملة من التحديات والرهانات تستوجب على الجميع مضاعفة العمل من أجل كسبها بما يضمن تعزيز تموقع البلاد. وقد تم خلال الجلسة الختامية لأشغال الجامعة تلاوة التقرير النهائي لأعمال الورشات الثلاث التي تمحورت حول “الطبقة الوسطى في مشروع التغيير”. وثمنت أعمال الجامعة الصيفية الوطنية الثامنة عشرة في تقريرها الدور الهام الذي تضطلع به الطبقة الوسطى في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية مؤكدة على دعم قيم الحوار والعقلانية والتحديث صلب مكونات الطبقة الوسطى وتشريك المرأة والشباب والمجتمع المدني في صيانة مكاسبها والإسهام في تطويرها ومزيد العناية بتشغيل الشباب باعتبار دور هذه الشريحة في تحسين مستوى عيش الفئات المتوسطة. وتم التأكيد في التقرير النهائي على ضرورة التمسك بالحداثة كقيمة أساسية من قيم الهوية الوطنية التونسية التي عملت تونس على تكريسها من خلال ديمقراطية التعليم ونادوا ببعث مراكز ثقافية بالخارج لمزيد الإحاطة بالأجيال الجديدة من المهاجرين وربطها بثقافتهم الأم. وأشاد التقرير النهائي للجامعة الصيفية الوطنية الثامنة عشرة للتجمع بنجاح التجربة التونسية في الحفاظ على مكانة الطبقة الوسطى وتوسيع قاعدتها وتعزيز مكاسبها وجعلها عنصرا فاعلا في الاستقرار السياسي والوفاق الوطني في مناخ يتميز بالحرية والديمقراطية والتعددية السياسية.