أخبار تونس– تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن التبغ هو ثاني أهمّ أسباب الوفاة في العالم. فهو يودي بحياة عُشر البالغين في شتى أنحاء العالم (حوالي 5 ملايين حالة وفاة كل عام). وسيؤدي التبغ، إذا ما استمرت أنماط التدخين على حالها، إلى وفاة 10 ملايين نسمة سنوياً بحلول عام 2020. وفي تونس يسبب التدخين سنويا وفاة حوالي 6850 شخص. ولذلك بادرت تونس بسن قانون للوقاية من مضار التدخين منذ سنة 1998، لتكون من أوائل الدول العربية المهتمة بتنفيذ برامج مقاومة هذه الآفة. ثم بادر الرئيس بن علي بإقرار 2009 سنة وطنية لمكافحة التدخين. وقد لقيت هذه المبادرة اهتماما كبيرا لدى عديد الجهات العالمية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، التي ثمنت هذه المبادرة في عديد المناسبات وعبرت عن استعدادها لمساندة الحملة ضد التدخين. وعلى هذا الأساس، اختارت منظمة الصحة العالمية تونس لعقد مؤتمر دولي حول “مقاومة التدخين”، في نوفمبر 2009 تقديرا لجهودها في هذا المجال. وقد اتخذت تونس إجراءات عدة للتخلص من هذه الآفة. وأحدثت خطة وطنية لمواجهة التدخين ترمي إلى التقليص من نسبة المدخنين، بداية من سنة 2009، وعلى امتداد السنوات الخمس القادمة، إلى جانب تنمية المعارف وتطوير المواقف والسلوك الرافض للتدخين لدى مختلف الفئات الاجتماعية والحرص على تطبيق مقتضيات قانون منع التدخين بالأماكن العمومية. ويتمثل هدف الخطة في النزول سنويا بنقطتين في نسبة المدخنين المقدرة بحوالي 35 بالمائة إلى حدود 25 بالمائة. ويذكر أن الجنة الوطنية لمكافحة التدخين تجتمع دوريا لبحث مختلف الإجراءات والمبادرات المقررة للغرض، ولا سيما عيادات وورشات الإقلاع عن التدخين بما يساعد على مزيد نشر ثقافة مقاومة التدخين أولا والإقلاع عنه بالنسبة إلى المدمنين. وأكد السيد المنذر الزنايدي، وزير الصحة العمومية، خلال الاجتماع الدوري للجنة ليوم الجمعة أهمية الجهود المبذولة لمقاومة هذه الظاهرة . ودعا الوزير الأطراف المشاركة في الخطة الوطنية لمقاومة التدخين إلى تنظيم حملات مكثفة بمناسبة شهر رمضان المعظم للتحسيس بمضار التدخين و”الشيشة” واستهداف المواطنين والشباب والتوعية بأخطارها. كما دعا الوزير إلى إعداد دراسة وطنية حول ظاهرة التدخين في تونس بما يسهم في توفير معطيات وإحصائيات محينة تسلط الضوء على اتجاهات تفشي هذه الظاهرة في أوساط المجتمع وخاصة لدى الشباب ووضع أفضل التصورات للتقليص من انعكاساتها.