تونس الصباح كانت مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي بإقرار 2009 سنة وطنية لمكافحة التدخين محل إهتمام كبير لدى عديد الجهات العالمية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية التي ثمنت هذه المبادرة في عديد المناسبات، وعبرت عن استعدادها لمساندة الحملة ضد التدخين. وعلى هذا الاساس، إختارت منظمة الصحة العالمية تونس لعقد مؤتمر دولي حول مقاومة التدخين يومي 13 و14 نوفمبر الجاري، وذلك تقديرا لجهود تونس للقضاء على هذه الافة. وأطلقت تونس هذا العام حملة مكثفة لمكافحة التدخين الى حد وصل الامر الى التنبيه على أصحاب المقاهي والحانات والمحلات العمومية بمنع التدخين وتخصيص فضاءات معزولة للمدخنين. لكن يبدو أن الامر لم يكن مجديا لاقناع الناس للاقلاع على التدخين، وبينت دراسات لوزارة الصحة العمومية إرتفاع نسبة المدخنين لدى مختلف فئات المجتمع حيث تبلغ 55 في المائة بالنسبة للكهول ( 50 في المائة لدى الرجال و5 في المائة لدى النساء)، وتصل أيضا الى 12 فاصل 8 بالمائة لدى المراهقين. ويؤدي التدخين الى وفاة 6850 شخصا سنويا في تونس كما يعد سببا رئيسيا للعديد من الامراض. وفي جانب آخر جاءت الاشارة لتؤكد أن الحملة الوطنية لمكافحة التدخين لم تؤثر على مبيعات السجائر إلا بشكل طفيف حسب مصدر من الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد التي تنتج حوالي 600 مليون علبة سجائر في السنة الحملة الوطنية ضد التدخين أخذت الحملة الوطنية ضد التدخين في تونس بعدا وطنيا واسعا، حيث نظمت ندوة وطنية في الغرض حضرتها المنظمات والجمعيات المساهمة في الخطة الوطنية لمكافحة التدخين وذلك ببادرة من وزارة الصحة العمومية واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين. ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار تحديد مساهمة مكونات المجتمع المدني في تجسيم مبادرة رئيس الدولة بإعلان سنة 2009 سنة مكافحة ظاهرة التدخين، وذلك من خلال تنفيذ خطة وطنية لمكافحة هذه الافة وتحقيق الاهداف المرسومة لها. وفي جانب آخر تتولى اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين نشاطها بشكل يومي وحثيث لمتابعة الظاهرة ومزيد توسيع دائرة الحملة الوطنية ضد التدخين. وقد عقدت أخيرا اجتماعا خصص لاستعراض أوجه تحقيق تحالف وطني ضد التدخين وتدارس الاليات الكفيلة بمساعدة المدخنين المدمنين على الاقلاع عن هذه الافة. كما وقعت الدعوة أثناء هذا الاجتماع الى مزيد اتاحة الفرصة لمختلف مكونات المجتمع المدني لتقديم الاضافة في هذا الشأن حتى تتمكن هياكل الدولة من انجاح برامجها الوقائية في المجال وحتى يتسني أيضا توفير أكثر ما يمكن من الفضاءات المحررة من التبغ. الخطة وأهدافها العامة والفرعية والخصوصية وقد قامت الخطة الوطنية لمكافحة التدخين في تونس على جملة من الاسس والاهداف، ففي مجال أهدافها العامة فإنها تقوم عل التقليص ب 2 في المائة من نسبة المدخنين سنويا، أي نسبة 10 في المائة خلال الخمس سنوات القادمة. أما على مستوى الاهداف الفرعية فإنها تقوم على تنمية المعارف وتطوير المواقف والسلوكيات إزاء ظاهرة التدخين لدى الفئات المستهدفة. وبخصوص أهدافها الخصوصية فإنها تستهدف جميع المؤسسات التربوية والصحية بصفة خاصة، والفضاءات ذات الاستعمال الجماعي بصفة عامة، الى جانب بلورة الخطة الوطنية لتتماشى مع أهداف هذه الحملة. وفي مجال الإعلام والتوعية فقد قامت الحملة على عديد البرامج والانشطة تمت بمساهمة مختلف الاطراف وبصفة مستمرة على مدى السنة الجارية وذلك من خلال: حملة إعلامية واسعة النطاق عبر مختلف وسائل الاعلام بصفة ملحوظة تكاد تكون يومية. خطة اتصالية وضعتها وكالة خاصة في الميدان ذات خبرة عالمية. إقامة عديد التظاهرات التحسيسية والتثقيفية مباشرة بالاوساط المدرسية والعمالية والرياضية والثقافية الموجهة الى العموم بصفة عامة والشباب بصفة خاصة.