أخبار تونس- سعيا من شركة اسمنت بنزرت إلى إدراج أسهمها في بورصة تونس في إطار عمليات تخصيص المؤسسات العمومية الناشطة في قطاعات تنافسية، تطلق شركة “اسمنت بنزرت” خلال الفترة من 10 إلى 30 سبتمبر 2009 عرضا عموميا بأسعار قارة للاكتتاب في الأسهم الجديدة التي ستصدرها على اثر الترفيع في رأس مالها بنسبة 20 بالمائة. وفي إطار هذا العرض ستطرح الشركة 8ملايين و809 ألف و460 سهما جديدا بسعر 500.11 دينار للسهم الواحد. وستوجه 60 %من الأسهم المعروضة للبيع لفائدة الهياكل المؤسساتية على غرار البنوك وشركات التأمين والشركات ذات رأسمال تنمية وصناديق التقاعد فيما ستخصص 15 بالمائة منها لفائدة مؤسسات التوظيف الجماعي في الأوراق المالية التونسية. كما سيتم تخصيص 20 % من الأسهم لفائدة الأفراد والمؤسسات الراغبين في اقتناء أكثر من 101 سهم و4 % للأفراد والمؤسسات الراغبين في اقتناء اقل من 100 سهم و1 % من الأسهم لفائدة أعوان الشركة. وستمكن هذه العملية الشركة من تعبئة 309.101 مليون دينار سيتم توظيفها، حسب السيد عمر النصيرى الرئيس المدير العام للشركة، في توسيع طاقة إنتاجها والرفع من إنتاج الكلينكر من 900 مليون طن إلى 1650 مليون طن في موفى 2013 مما يعزز حصة الشركة في السوق المحلية ودعم صادراتها. كما ستعمل على تنويع منتوجاتها بنوعيات جديدة من الاسمنت. يشار إلى أن شركة اسمنت بنزرت توفر11.1% من الاستهلاك الوطني من الاسمنت كما توفر 26.9 % من الصادرات الوطنية من هذه المادة. وقد حققت خلال سنة 2008 رقم معاملات في حدود 90.5مليار دينار أي بارتفاع بنسبة 25.5% مقارنة بسنة 2007. وتوفر السوق المحلية 59.3 % من عائدات الشركة فيما تتأتى بقية العائدات من عمليات التصدير. وتوفر عملية بيع الاسمنت العائدات الأساسية 81.5مليار دينار للشركة. ويذكر أن صناعة الإسمنت في تونس تعود إلى عدّة عقود، إذ أنّ أول مصنع هو مصنع “الإسمنت الصناعي التونسي” وقع إحداثه سنة 1936 بالعاصمة تونس، ثمّ وقع إحداث مصنع ثان عام 1950 “إسمنت بنزرت” ببنزرت الذي دخل طور الإنتاج عام 1953. واستجابة للنمو الاقتصادي بالبلاد وقع إنشاء عدّة مصانع أخرى للإسمنت، فخلال الستينيات وقع إحداث مصنعين: واحد بالجنوب بجهة قابس “إسمنت قابس”، والثاني بالشمال الغربي بتاجروين “إسمنت أم الكليل”، بالتوازي مع توسيع مصنع “إسمنت بنزرت” سنوات 1976 و1978. وخلال الثمانينيات قامت الحكومة التونسية بإحداث مصنعين آخرين للإسمنت الرمادي: واحد بجهة النفيضة “إسمنت النفيضة”، والآخر بجهة جبل الوسط “إسمنت جبل الوسط”، بالإضافة إلى مصنع للإسمنت الأبيض بجهة فريانة بالقصرين “SOTACIB” وهو استثمار برأسمال تونسي جزائري. وفي إطار سياسة تحرير السوق قررت الحكومة التنازل عن الأنشطة التي تشهد تنافسية كبيرة، وبالتالي بدأت عملية خوصصة شركات قطاع الإسمنت. ونظرا لأهمية قطاع الإسمنت وقع خوصصة أربعة مصانع منتجة للإسمنت الرمادي، وهي: “الإسمنت الصناعي التونسي” لفائدة المجمع الإيطالي “CLACEM”، و”إسمنت جبل الوسط” للمجمع البرتغالي ” CIMPOR”، و”إسمنت النفيضة” للمجمع الإسباني”UNILAND”، ومصنع “إسمنت قابس” الذي اقتناه المجمع البرتغالي”SECIL”. كما تمّت خوصصة مصنع ” SOTACIB”وهو مصنع موجود بجهة فريانة ويقوم بإنتاج الإسمنت الأبيض- وذلك لفائدة المجمع البرتغالي “MOULINS” . وبفضل إعادة تأهيل مصانع الإسمنت العمومية والخاصّة تضاعف الإنتاج الوطني للإسمنت ليبلغ 7.3 مليون طن عام 2008 مقابل 4.1 مليون طن عام 1998، أي بمعدل نموّ سنوي 5.9 %.