أخبار تونس- “الأم مدرسة إذا أعددتها، أعددت شعبا طيب الأعراق” هكذا يقول الشاعر المصري أحمد شوقي في وصفه لدور الأم في المجتمع والأسرة فهي العامل الأساسي في إيجاد عنصر الترابط الأسري وهي التي تسهم في تربية الأجيال وتحضيرهم للمستقبل. وقد تجاوزت المرأة في تونس وظيفة الأم التقليدية كربة بيت تعنى بشؤون المنزل والأطفال لتصبح بدورها متصرفا أساسيا إلى جانب الأب في ميزانية العائلة متسلحة بالقانون الصادر سنة 1993 وهو قانون فريد في العالم العربي ألغى ركيزة المجتمع الأبوي التراتبي حيث بات الزوجان كلاهما يديران العائلة بشراكة متساوية “في نطاق الاحترام المتبادل”. ولتسليط الضوء على “دور المرأة في ترشيد الاستهلاك خلال شهر رمضان” التأمت مساء أمس الثلاثاء مسامرة رمضانية بمقر المنظمة التونسية للأمهات بالمنار حضرتها عديد النسوة وناشطات في المنظمة. وتناقش المجتمعون حول أهمية ترشيد الاستهلاك في ضمان التوازنات العامة للبلاد وفى توازن ميزانية الأسرة من منطلق الحرص على الارتقاء بمستوى عيش التونسيين والتونسيات. وركز السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية الذي أشرف على هذه المسامرة على دور الأم في ترشيد الاستهلاك والتصرف في نفقات العائلة مضيفا أن عقلنة سلوكات الشراء يبقى مسؤولية مشتركة بين الأم والأسرة والمؤسسات والإدارة على حد سواء وان هذه العملية تعد من الثوابت الأساسية لسياسة اقتصادية سليمة ومتزنة. وأكد السعي إلى حماية المستهلك من مظاهر ووسائل الإغراء وإيلاء عناية خاصة لتدعيم دور هياكل المجتمع المدني وضمان توفير كل المواد بصفة دائمة وبأسعار معقولة فضلا عن متابعة سير المواسم والاستعداد المسبق لها. ويشير المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك لسنة 2005 إلى أن مستوى إنفاق الأسرة التونسية واستهلاكها بلغ 8211 دينار سنة 2005 . كما اظهر مؤشر الإنفاق الأسرى تزايدا للاستهلاك خلال بعض المواسم على غرار شهر رمضان حيث يرتفع معدل الاستهلاك من اللحوم الحمراء بنسبة 31.4 بالمائة خلال شهر الصيام وبنسبة 38 بالمائة من الدواجن و100 بالمائة من البيض مقارنة ببقية أشهر السنة. كما تبين هذه الإحصائيات أن الإنفاق على التغذية للفرد يتصدر المرتبة الأولى من بين أبواب إنفاق الأسر بنسبة 34 فاصل 8 بالمائة من مجموع الإنفاق سنة 2005 تليه نفقات السكن ثم النقل ونفقات النظافة والعلاج فضلا عن تطور نفقات استخدام الهاتف الجوال. وتفيد المعطيات المتعلقة بأخر مسح أنجزه المعهد الوطني للإحصاء حول الاستهلاك الأسرى أن مستوى عيش المواطن التونسي يشهد تحسنا مطردا نتيجة لارتفاع الدخل الفردي الذي بلغ 5319 دينار سنة 2009.