منوبة 26 اوت 2010 (وات) أثبتت الدراسات المتعلقة بالإنفاق الأسرى ان تونس تخطو بصفة ثابتة وسريعة نحو بلوغ مراتب الدول المتقدمة وذات الامكانيات العالية وذلك رغم محدودية الموارد الطبيعية حيث تعتمد في نموها بالاساس على العنصر البشرى وعلى حسن التخطيط والتنفيذ. وبين السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية خلال مسامرة رمضانية انتظمت مساء الاربعاء بمنوبة تحت عنوان "الاعتدال مسؤولية الجميع" ان اخر مسح قام به المعهد الوطنى للاحصاء حول "الاستهلاك الاسري " قد ابرز ان مستوى عيش المواطن التونسي يشهد تحسنا مطردا نتيجة ارتفاع الدخل الفردى الذى بلغ 5319 دينار سنة 2009 ملاحظا ان مستوى انفاق الاسر واستهلاكها فى سنة 2005 بلغ 8211 دينار للاسرة وهو ما يقابل متوسط انفاق الفرد الواحد ب 1820 دينار فى السنة الى جانب تطور معدل إنفاق العائلة التونسية بنسبة 5ر6 بالمائة خلال الفترة 2000-2005 . وأضاف خلال هذه المسامرة الرمضانية التى حضرها السيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية ان الاعتدال خيار تمليه اليوم عوامل مناخية واقتصادية عالمية متعددة جراء تقلص الموارد العالمية وتراجع المتوفرات /الموارد المائية والمساحات الخضراء .. / وتنامى الحاجيات الاستهلاكية بالاضافة الى التحديات التي يعرفها الاقتصاد الوطنى لضمان الامن الغذائى وتوفير الاستقرار الاجتماعى وتحقيق الرقى والانتعاشة الاقتصادية. وأكد الوزير ان موضوع الاستهلاك كان ولا يزال محل اهتمام من طرف الرئيس زين العابدين بن على الذي ما انفك يؤكد على ضرورة تحسين نوعية حياة المواطن بالترفيع من مستوى معيشته والحرص على وفرة الانتاج وضمان الجودة والضغط على الكلفة مع التحكم في الأسعار ومقاومة الاحتكار مشيرا فى ذات السياق الى ان البرنامج الرئاسي /معا لرفع التحديات/ قد خص حماية المستهلك بالنقطة عدد 4 تحت عنوان /مستوى عيش افضل ونوعية حياة ارقى/ ومن جهته ابرز السيد بوبكر الاخزورى خلال تدخله فضائل شهر رمضان باعتباره شهر الروحانيات والتقوى مشددا على ضرورة التعامل بالاعتدال والوسطية وهى مبادىء بوأها الدين الاسلامى مرتبة اساسية. ولاحظ ان الاعتدال في تونس مسؤولية يتقاسمها الجميع لا فقط انطلاقا من التعاليم الاسلامية السمحة وانما أيضا باعتبار ان المواطن التونسي يعيش في دولة القانون والمؤسسات وبالتالي ينبغى على كل طرف من الأطراف التمسك بهذا المبدا والعمل من أجل تكريسه. وأبرز في هذا السياق أهمية الدور الموكول لمنظمة الدفاع عن المستهلك وخاصة منه الجانب التحسيسى والتأطيري من أجل ترشيد الاستهلاك وعقلنته بما يخدم لا فقط مصلحة المستهلاك ذاته وانما ايضا المصلحة العامة. وكان السيد عبد اللطيف الصدام رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك قدم تقييم المنظمة بخصوص ابرز ظواهر الاستهلاك خلال النصف الاول من شهر رمضان الكريم مشيرا بالخصوص الى ان هذه الفترة اتسمت بوفرة العرض واستقرار الأسعار عموما خاصة بفضل السلوك العقلانى الذي انتهجه المستهلك.