بعد أحداث جامع سيدي البحري بحومة السوق ونبش ضريح الشيخ ياتي المستاوي بقلالة ونهب أعمدة وتيجان جامع الحارة بمنطقة ورسيغن لا تزال الانتهاكات للمعالم الدينية بجربة متواصلة تهدد ما تبقى من المخزون التراثي الذي تزخر به الجزيرة إلى أن جاء الدور هذه المرة على جامع الساطوري الشهير . آخر الاعتداءات على المعالم الدينية بجربة ما شهده جامع الساطوري بمنطقة بني معقل من معتمدية جربة ميدون حيث عمد مجهولون إلى نبش ضريح «سيدي سالم الساطوري المستاوي» ونقل التابوت واتلاف ما اعترضهم من معلقات وأثاث داخل حجرة الضريح كما تم نهب معدات الماء الصالح للشراب والتنوير الكهربائي وغيرها من التجهيزات التي يستعملها الزوار.
ويعتبر معلم جامع الساطوري بهندسته المعمارية الفريدة من نوعها أحد أهم المساجد في تاريخ الجزيرة التي جمعت بين عدة وظائف دينية منها وتعليمية واجتماعية وخاصة العسكرية إذ شيد جامع الساطوري على هضبة تشرف على غابة الزياتين وعلى الساحل الجنوبي الشرقي بين آغير وهنشير القنطرة أين دارت أهم المعارك والمواجهات العسكرية التي تعرضت لها الجزيرة بين القرن الثاني عشر والقرن السادس عشر وقد مثل المسجد حصنا منيعا ولعب دورا كبيرا في سد الهجمات الصليبية نحو الشرق حسب ما أكده الباحث في علوم الآثار الأستاذ صادق بن عمران الذي اعتبر أن الأهمية التاريخية لهذا المعلم تكمن كذلك في كونه زاوية مالكية في منطقة اباضية مستاوية وهي المدرسة الفقهية التي ينتمي إليها الشيخ سالم الساطوري المستاوي الذي توفي سنة 883 ه والتي لا تزال تروى حوله عدة أساطير وبركات متداولة شعرا ونثرا بروايات متعددة . خلفت حادثة جامع الساطوري جدلا كبيرا لدى المواطنين في ظل تجاهل الجهات المعنية لهذه الأعمال التخريبية من وزارة الشؤون الدينية والمعهد الوطني للتراث والمصالح الأمنية التي اكتفت بالتنقل على عين المكان لمعاينة الأضرار ليبقى مصير التحقيقات مجهولا فهل أن هذه الاحداث ناتجة عن خلفيات دينية متطرفة؟ أم هي أعمال اجرامية في اطار البحث عن كنوز مزعومة؟