أخبار تونس- كان رواد المسرح البلدي بالعاصمة ليلة الخميس على موعد مع الفنانة التونسية سيرين بن موسى في عرض “بين الضفتين” وذلك ضمن سهرات الدورة 27 لمهرجان المدينة الذي يتواصل إلى غاية 17 سبتمبر. واختارت بن موسى أن يكون عرضها مزيجا بين أنماط موسيقية عدة يراوح بين الموسيقى العربية الأندلسية والنمط التقليدي المغاربي والأغاني الاسبانية كما جمعت بين اللهجات العربية المغاربية واللغة الاسبانية ليشكل عرض “بين الضفتين”همزة وصل بين ضفتي التنوع. واستهلت سيرين بن موسى حفلها بوصلة جمعت فيها بين الأندلسي الجزائري والمالوف التونسي كأغنية “حرمت بيك نعاسي” و”سلي همومك” ومقطوعة “أليف يا سلطاني” التي أدتها في تناسق تام باللغتين العربية والاسبانية. وبمشاركة الراقصة الاسبانية مليسا كاليرو، التي أمتعت الحضور بلوحات فنية راقصة متجانسة مع الموسيقى، قدمت سيرين أغانيها الجديدة على غرار “الوردة” التي لحنتها بنفسها وأغنية “يالمقنين”... وخصصت الفنانة التونسية الوصلة الأخيرة لتكريم ثلة من أفضل ما أنجبت الأرض المغاربية كالفنان الراحل الهادي الجويني والفنان الجزائري ليلي بونيش والملحن المغربي محبوتي فغنت للأول أغنية “تحت الياسمينة في الليل” و”لاموني اللي غارو مني” و”سمراء يا سمراء”. بينما تفاعل الجمهور الذي كان بينه عشرات الجزائريين بأغاني الفنان الكبير ليلي بونيش “انا في الحب” و”يا بنت بلادي” إضافة إلى مقطوعة “سليت قلبي” للملحن المغربي محبوتي قبل أن تختتم الحفل، الذي حضره سفير اسبانيابتونس، بأغنيتها المعروفة “شهبة لعياني” التي لاقت رواجا كبيرا في منطقة المغرب العربي. تحمل الفنانة التونسية سيرين بن موسى إرثا فنيّاً زاخراً ينهل من الثقافتين المغاربية والاسبانية وتعد خير سفير للأغنية المغاربية في أوروبا وهي التي تحمل على عاتقها التعريف بهذا النوع من الموسيقى وطبوعها (المقامات) مكرسة جانباً من مسيرتها للعناية بالموسيقى التقليدية المغاربية والمالوف التونسي. ولدت سيرين في مدينة تستور الأندلسية وهو ما جعلها تعشق المالوف الأندلسي المغاربي وكانت ترافق والدها إلى حفلات الرشيدية وفي الحادية عشرة من عمرها، دخلت معهد الموسيقى التونسي لتتعلّم العزف على آلة العود، وتتلقّى أبجديات الموسيقى العربية، ومن ثم التحقت بالمعهد العالي للموسيقى في تونس، بعدها انتقلت إلى الدراسة الأكاديمية في فرنسا. بدأت بن موسى مسيرتها الفنية مع فرقة مدينة تونس بقيادة الفنان نوفل بن عيسى لتقدم عروضها الخاصة منذ سنة 2005 وتشارك في عديد المهرجانات في المغرب والجزائروتونس وتمثل تونس في تظاهرة “مسرح مدينة باريس”. يذكر أن سيرين هي من بين المؤسسين ل “الجوق المغاربي للموسيقى الأندلسية” الذي تأسس في الجزائر سنة 2007، وهي الصوت الأنثوي التونسي الوحيد إلى جانب عدد من العازفين. ويهدف الجوق إلى تقديم الموسيقى المغاربيّة التقليدية.