أخبار تونس – ما فتئت تونس تثبت خطواتها على درب الحرية وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الذي يعتمد أساسا الإنسان غاية ووسيلة وهذا الإنسان الذي لا يمكن أن يكون إلا في ظل حقوقه. وحقوق الإنسان في تونس معناها أيضا حقوق الطفل الذي يمثل الثروة المستقبلية للبلاد، فقد تحققت للطفولة إنجازات عظمية تهدف كلها إلى صنع ربيع أطفال تونس وضمان نشأتهم في ظروف سليمة. فقد شاركت تونس في ندوة الأممالمتحدة حول الطفولة وكانت من أولى الدول التي بادرت بالمصادقة على اتفاقيتها المتعلقة بحقوق الطفل. ويشار أن تونس أقرت مجموعة من الإصلاحات لتأمين حقوق الطفل في الحياة والصحة والغذاء والتعليم والتربية والتكوين والاندماج الاجتماعي وتنسجم هذه الإجراءات مع فحوى الاتفاقية الدولة لحقوق الطفل وأهدافها ومع الإعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه ويتوافق مع الجهود الدولية المبذولة في سبيل وضع الخطط الكفيلة بضمان تنميته تنمية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار المكانة اللائقة بالطفل. ويذكر أن هذه الفئة تحظى باهتمام بالغ وعناية فائقة وتزداد هذه العناية خصوصا مع الأطفال الذين يعيشون ظروفا عائلية ودراسية صعبة. وفي نفس السياق يعدّ مركب الطفولة بالتضامن من ولاية أريانة الذي أحدث سنة 2002 من أبرز المشاريع التضامنية بالنظر لصبغته الاجتماعية والتربوية والنفسية لاستيعاب أطفال يعيشون ظروفا عائلية ودراسية صعبة. وتقدر طاقة استيعاب المركب بنحو 100 طفل يقع قبولهم والإحاطة بهم بعد القيام ببحوث اجتماعية مكثفة وتحديد المشاكل التي يعاني منها الطفل وتعيق إقباله على مقاعد الدراسة سواء كانت مادية أو عائلية أو بيداغوجية. ويذكر أن المركب الذي احتضن في مرحلة أولى قرابة 30 طفلا ويقوم بتامين كافة ظروف الإقامة والأكل ومستلزمات الدراسة والمرافقة الاجتماعية والصحية والنفسية بعد أن تمت متابعة الحالات الواردة من قبل أخصائيين. ويحتوى المركب على قاعات مراجعة ونوادي ثقافية مختلفة إلى جانب وحدات خدمات صحية واجتماعية وفضاءات رياضة وإعلامية ومطعم. وقدتم تجهيز الفضاء بأحدث الوسائل التربوية وتوفير الموارد البشرية اللازمة حتى يتسنى للطفل الاستفادة من الخدمات المتاحة بما ييسر اندماجه في الوسط المدرسي. ويعتبر هذا المركب تجسيما لخيارات واستراتيجيات تونس للرقي بأوضاع الطفولة التونسية وتعزيز حقوقها في إطار مقاربة مجتمعية حداثية وشاملة تستهدف النهوض بالموارد البشرية وتعمل على تأهيلها لمجابهة تحديات العصر بكل كفاءة واقتدار . وتحرص تونس على تأكيد التزامها بالارتقاء بمكاسب الطفولة من مرحلة تلبية الحاجيات الأساسية إلي طور نوعي جديد يستجيب لتطلعات الطفل وحاجاته الجديدة بما يسهم في إعداد أجيال جديدة لمستقبل واعد ويحفزها لمواكبة تطورات العصر .